تطوير شخصي ومهني

كيف تحقق أهدافك؟

لقد قال جيمس بكل ثقة أنه سيبدأ في ممارسة التمارين يوميًا وتناول الطعام الصحي، وسيقوم بذلك بداية من العام الجديد، لكنه أراد أن يودع الأطعمة غير الصحية فبدأ بتناول السكريات والوجبات السريعة بشراهة لمدة أسبوعين حتى بدأ العام الجديد، في اليوم الأول قام جيمس بممارسة رياضة المشي بشكل دؤوب، وتناول الخضار والدجاج المشوي، لكنه في اليوم التالي بدأ يتكاسل وفي خلال أسبوعين عاد إلى ما كان عليه سابقًا، وأصبح يتساءل في ندم لماذا لم ألتزم بقراري، ولماذا لم أستطع تحقيق هدفي؟

وهنا نوضح لك لماذا لا تنجح في تحقيق أهدافك، ونمنحك عدة طرق لمساعدتك في الالتزام بتحقيق تلك الأهداف.

التغيير ليس بالأمر السهل على الإطلاق، فالبدء في سلوكيات جديدة لم تعتاد القيام بها أمر صعب يتطلب إرادة قوية وعزيمة، أنت تحاول أن تصبح شخصًا جيدًا ومثاليًا، لكن صوتًا ما بداخلك يحرضك دومًا على الرجوع لعاداتك القديمة، فإن لم تستطع مقاومة هذا الصوت الداخلي سوف تستسلم وتُهزم إرادتك.

الطرق الفعالة للالتزام بتحقيق أهدافك

أولًا: عدم تحديد تاريخ معين
الشائع لدى الكثيرين أنهم يربطون التغيير ببدء عام جديد، ويؤدي ذلك إلى نوع من الضغط وينتهي بهم الأمر إلى عدم الالتزام بما خططوا له، ووفقًا لإحدى الدراسات أن الأشخاص الذين حققوا الأهداف التي قاموا بتحديدها للعام المقبل هم فقط 8%.
لذلك إذا كنت تنوى التغيير فابدأ على الفور ولا تنتظر، لأن اليوم الذي ستبدأ فيه بالتغيير هو بداية عام جديد لك.

ثانيًا: الاستبدال بدلا من التوقف
فالكثير من الناس يسعون للابتعاد والتوقف عن عادة سيئة يمارسونها، لكن الأفضل لهم أن يستبدلوا العادة السيئة بعادة أخرى جيدة، فمن العادات السيئة التدخين والاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي، وعندما ترغب في الإقلاع عن تلك العادات يمكنك استبدالها بممارسة الرياضة أو الذهاب إلى النادي مع الأصدقاء، وبذلك تمنع عقلك عن التوتر ومحاولات الانتكاس والعودة للعادات القديمة.
البدائل تختلف من شخص لآخر وأنت فقط من تستطيع اختيار البدائل المناسبة التي تمكنك من الاستمرار نحو تحقيق أهدافك.

ثالثًا: التدرج والاعتدال
لا يمكن لأي شخص الانتقال من الكسل والخمول إلى كامل النشاط والطاقة، فإذا كنت ترغب في القضاء على عادة سيئة أو البدء في تحقيق هدف كممارسة الرياضة للحصول جسد سليم وعقل سليم، فينبغي اتباع طريقة التدرج والاعتدال بحيث لا تبدأ بممارسة الرياضة لمدة ساعة يوميًا لأن ذلك يوقعك في الفشل والاستسلام ولا تستطيع أن تلتزم بما قررته، إنما ينبغي أن تكون ممارسة الرياضة نصف ساعة ثلاثة أيام أسبوعيًا، وتستطيع بعد ذلك زيادة الوقت أو عدد الأيام.
وأفضل طريقة لتحقيق أهدافك، أن يكون هدفك قابل لأن تلتزم به، فلا يكون صعبًا فتستسلم وتفشل ولا سهلًا للغاية بحيث لا يحتوي على أي تحدٍ لأنه لابد من الشعور بروح المغامرة والتحدي.

 

رابعًا: استخدام اللغة الإيجابية
لا تحاول أن تقلل من نفسك وتقول إنك لا تستطيع أو أن الأمر صعب وشاق للغاية، ابتعد عن السلبية واستخدم اللغة الإيجابية التي تحفزك وتشجعك على الالتزام بما قررته من أهداف.

خامسًا: عدم تداخل العادات
لا يمكنك الإقدام على تغيير أكثر من عادة في نفس الوقت، فيجب ألا تتداخل العادات مع بعضها من حيث الوقت أو الطاقة أو العقل، فإذا كان هناك تداخل حاول الالتزام بتغيير عادة أو سلوك واحد فقط حتى لا تفشل.

فالتداخل الزمني حين نفترض أنك قررت ممارسة بعض التمارين وتعلم العزف على الجيتار، فالتمارين تستغرق ساعة لمدة أربعة أيام في الأسبوع، وتعلم العزف يتطلب نصف ساعة كل يوم، فإذا أقبلت في البدء بتلك العادتين قي نفس الوقت فأنت بحاجة إلى ساعة ونصف من وقتك، وبسبب كثرة الأعمال وضيق الوقت قد تتوقف عن العادتين معًا، لذا من الأفضل اختيار عادة وإتقانها ثم الانتقال لعادة أخرى.

والتداخل العقلي يتمثل في تخطيطك لبدء تمرين وتناول طعام صحي وهذا أمر صعب وتغيير كبير وخاصة لو كنت تتناول أي طعام في أي وقت، فإذا حاولت البدء في العادتين معًا لم يستطع عقلك التكيف مع ذلك بسهولة وربما تستسلم من أول جولة.
لذلك ينبغي أن تقوم بممارسة التمارين مع الحد من تناول بعض الأطعمة التي تحتوي على السكر.

أما تداخل الطاقة يكون حين تحاول ممارسة التمارين والاستيقاظ مبكرًا، فالرياضة تتطلب المزيد من الراحة حتى لا ترهق عضلاتك وجسدك.
لذا يمكنك أن تمارس التمارين وتقلل من استخدام الهاتف لوقت طويل في الليل، وبهذه الطريقة تتمكن من النوم مبكرًا والحصول على الراحة التي يحتاجها جسدك.

سادسًا: تحديد عدد الأهداف التي يمكنك الالتزام بها
الكثير من الناس يقومون بتحديد أهداف متعددة كممارسة الرياضة، وتناول الطعام الصحي، وقراءة الكتب، والاستيقاظ مبكرًا، وتحسين مهارات التحدث أمام الجمهور وغيرها.
ومع البداية يشعرون بالإرهاق الشديد الذي يؤدي -غالبًا- إلى التوقف عن جميع الأهداف التي عزموا على تحقيقها.
 وبدلا من ذلك، حاول تحديد الأهداف التي تستطيع الالتزام بها وتحقيقها، وعندما تجد نفسك أصبحت متقنًا فيها يمكنك إضافة هدف آخر.

سابعًا: تصور النتائج الإيجابية والسلبية
تستطيع أن تُعمل خيالك لأنه يساعدك في تحقيق هدفك، فكلما تصورت وتخيلت النتائج الإيجابية التي وصلت إليها بعد التزامك بالهدف الذي حددته، انتابك الشعور بالسعادة والفرح وزاد إصرارك، وكلما تخيلت النتائج السلبية للعادات السيئة التي تقوم بها كالتدخين -مثلا- وإصابتك بأمراض مزمنة، سارعت للتوقف عنها واستبدالها بعادات أخرى حسنة.

ثامنًا: إخضاع الأهداف لأرقام محددة
عندما تجعل أهدافك تقوم على رقم محدد، يصبح لديك مقياس واضح لكل ما تحققه فمثلا:

* “سوف أمارس الرياضة 30 دقيقة لمدة 3 أيام في الأسبوع” بدلا من “سأمارس الرياضة بانتظام”
*
“سأكتب 1000 كلمة في اليوم” بدلا من “سأكتب كتابًا”
نجد أنه دون تحديد أرقام محددة لأهدافك، قد تتوهم أنك تقوم بإحراز التقدم، والحقيقة غير ذلك.

تاسعًا: تدوين أهدافك
لابد من كتابة أهدافك فأظهرت دراسة أن 3٪ من الأشخاص الذين كتبوا أهدافهم حققوا نجاحًا أكبر بعشر مرات من الآخرين، وكتابة الأهداف لها العديد من الفوائد مثل:
* يساعد على وضوح مسارك نحو الهدف
* يساعدك في تحديد أولويات المهام الصحيحة
* يُعد مصدرًا للتذكير في حالة انشغالك
* تعتبر كتابة الأهداف بمثابة الوعد الذي ألزمت به نفسك لتحقيقه

عاشرًا: التوقف عن إبداء المبررات
عندما لا تلتزم بتحقيق هدفك لا تُقدم مبررات فارغة وحاول القضاء على السبب الأساسي، فإذا كنت تخطط لتوفير 500 دولار هذا الشهر وفشلت في ذلك لا ترجع هذا إلى أمور طارئة تسببت في إنفاقك الأموال، لأنه كان بإمكانك التوقف عن تناول الطعام بالخارج وعدم إنفاق أموالك في رفاهيات.
لا تقدم أعذارًا لأنك بذلك تقوم بإخفاء عيوبك ولابد أن تعرف هل الموقف الذي تسبب في فشلك أم سلوكك؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *