رقمنة وذكاء الاصطناعي

قدرة الذكاء الاصطناعي في مساعدة مديري المشاريع

ترجع قدرات الذكاء الاصطناعي إلى توافر عدد كافي من البيانات، فمن المتوقع أن يصبح الذكاء الاصطناعي اتجاهًا جديدًا في إدارة المشاريع لقدرته الفريدة على مراقبة الأنماط والأشكال المحددة والتنبؤ بنتائج المشروع.

فالذكاء الاصطناعي لم يعد مقتصرًا فقط على تطبيقات تكنولوجيا المعلومات، وإنما بدأ في استبدال المهام التي يقوم بها البشر بشكل تقليدي، ومن ضمنها مهام مديري المشاريع، حيث يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في إنجاز المهام الإدارية كالاحتفاظ بالسجلات، وأتمتة التحضير للاجتماعات مثل حجز القاعات، وإرسال الدعوات عبر البريد الإلكتروني، ومع الوقت سوف يتم تحسين قدرته على التعامل مع المهام الصعبة والمعقدة في إدارة المشاريع.

لذا ينبغي أن يكون لدى مديري المشاريع المعرفة الكافية حتى يمكنهم مواكبة تلك التكنولوجيا دون أن يتأثر مستقبل تلك المهنة (مدير المشاريع).

أولًا: سيتمكن الذكاء الاصطناعي من القيام ببعض المهام الإدارية كتخطيط الاجتماعات والتحديثات اليومية وغيرها، وبذلك يكون لدى مدير المشروع وفريقه فرصة أكبر للتركيز على الأنشطة والمهام والتخطيط بمستويات أعلى مما يسهم في نجاح المشروع.
ووفقًا لشركة KPMG فإن المؤسسات التي تحولت للذكاء الاصطناعي حصدت زيادة في الإنتاجية بمتوسط 15%، كما أكد تقرير صادر عن شركة فيليب موريس إنترناشونال أن الذكاء الاصطناعي له دور فعال في إدارة المشاريع حيث قال مديرو المشاريع إن استخدام الذكاء الاصطناعي قد قلل الكثير من الوقت الذي كانوا يستغرقونه في مهام وأنشطة مثل متابعة التقدم وإدارة الوثائق وتخطيط الموارد.

ثانيًا: يساعد الذكاء الاصطناعي في بقاء المشاريع على مسارها الصحيح وفي حدود الميزانية، وسيكون من السهل التنبؤ بتكلفة المشروع ومدة إنجازه باستخدام تحليل البيانات المدعوم بالذكاء الاصطناعي والذي ينظر إلى البيانات من المشاريع السابقة.

ثالثًا: تساعد أدوات الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات من المشاريع السابقة والحالية مما يوفر أفكار عديدة يستطيع مديرو المشاريع من خلالها توجيه المشاريع والفريق للمسار الصحيح والقضاء على العقبات غير المتوقعة.

رابعًا: سيقدم الذكاء الاصطناعي إدارة أفضل للمخاطر، فيمكنه تحويل الخرائط الذهنية لمديري المشاريع إلى شبكة دلالية وتوضيح المهام منها، فعلى سبيل المثال، يمكن لجدولة المشاريع القائمة على الذكاء الاصطناعي أن تتضمن الدروس المستفادة من المشاريع السابقة وأن تقترح جداول زمنية متعددة.
ويستطيع نظام الذكاء الاصطناعي أن ينبه مدير المشروع إلى المخاطر والفرص المحتملة.

خامسًا: وبما أن مديري المشاريع يعطون الأولوية للوقت والتكلفة والنطاق (المثلث الحديدي) فإن الذكاء الاصطناعي يتفوق في تلك المهام التي تعتمد على البيانات، وبذلك يساعد فرق المشروع في التركيز على جوانب أخرى كإدارة الأفراد ورؤية المشروع وبناء الفريق وتطوير الشبكات.
يمكن للذكاء الاصطناعي التنبؤ بالمشكلات لكنه لا يستطيع حلها.

 

وفي نهاية مقالنا نؤكد على أنه يجب على مديري المشاريع البقاء على اطلاع دائم بأحدث تطبيقات الذكاء الاصطناعي في إدارة المشاريع.
على سبيل المثال حلول مثل Reconstruct، وهي منصة لتحليل البيانات المرئية تسحب المعلومات من جدول المشروع في Primavera P6 PPM بالإضافة إلى مقاطع الفيديو والصور التي تم التقاطها بواسطة كاميرات الرافعة والطائرات بدون طيار، يمكننا بالفعل أن نرى كيف يتم تطبيق الذكاء الاصطناعي بذكاء في مجموعة أدوات Oracle.
فبرامج الذكاء الاصطناعي تقدم رؤية جديدة لتطوير المشروع، والذي يمكن مشاركته مع أصحاب المصلحة.
وهذا لا يعني أن نهمل مهارات أخرى، فيجب أن نستثمر في تطوير مهارات مثل القيادة والذكاء العاطفي والتواصل الشخصي وحل المشكلات، فهذه المهارات -والتي تركز على الإنسان- هي الأساس في نجاح أي مشروع بجانب تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *