الأشخاص السيئون متواجدين دائمًا في كل بيئات العمل ولا يكاد تخلو مؤسسة من أشخاص متسلطين، لذا ينبغي أن تعلم جيدًا أن التجاهل ليس هو خيارك الوحيد إذا أردت الاستمرار في العمل وتحقيق النجاح.
تجد في بيئة العمل الأشخاص دائمي النقد الهدام الذين يهاجمون أفكارك ويقللون من إبداعاتك، وربما يضعفون حماسك بسبب أحاديثهم الجانبية عنك ويتخذون طرق غير مشروعة للتنافس معك والانتصار عليك، وربما يتبع الرئيس مبدأ “فرق تسد” مما يزيد صعوبة التعامل معهم.
يعتمد مدى صعوبة التعامل على شخصك أنت واحترامك لذاتك وثقتك في نفسك وفي مهاراتك الوظيفية، فصبرك وحكمتك في التعامل يسهل عليك ساعات العمل ولا تجد مشقة في إنجاز المهام، فتصرفاتهم لا تؤثر عليك بشيء سلبي.
قد تحتاج في البداية إلى تجربة أكثر من أسلوب تعامل حتى تصل إلى الأسلوب والطريقة الفعالة التي تصلح للتعامل مع هؤلاء غير الأسوياء، ربما تواجه عدة صعوبات وتُخطئ أحيانًا وتقوم بتصرفات طائشة لكن ستتمكن من امتلاك أسلوب ناجح في التعامل معهم.
ينبغي أن تعرف أن تجاهل هؤلاء ليس حلا ولن يحسن من وضعك بل ربما يزداد سوءًا، فيجب معالجة الأمر والتغلب عليه كإحدى الصعوبات التي تواجهك في مجال العمل، وقد يصاب العاملون بالدهشة عندما يجدوا أساليب غير مهنية وتحكيم الأهواء داخل نطاق العمل، لذا التصرف الأفضل هو الذهاب إليهم ومحاولة التحدث معهم بمنتهى الوضوح بشرط الحفاظ على أعصابك والتحكم بمشاعر الغضب.
يعد إقدامك على حل المشكلة والوصول إلى الطريقة المثلى للتعامل مع مثل هؤلاء أمرًا جيدًا، لأن كثرة الشكوى من زملاء العمل يجعل مديرك يتساءل عن سبب عن عدم استطاعتك لحل مشاكلك الخاصة، بل قد توصف بأنك غير مرن ولا تتمكن من تخطي المشكلات والعقبات، وربما ينتهي الأمر بك في النهاية إلى نقلك واستقطاب موظف آخر لديه احترافية في التعامل، لذا عليك أن تصل بنفسك إلى هذا الحد من الاحترافية قبل أن يلتفت الرؤساء إلى تلك المشكلات.
لا تجدي نفعًا الطرق التقليدية التي تتبعها مع زملائك ومحاولة اتخاذ ردود أفعال طائشة فالتنمر عليهم ليس حلا وكذلك السخرية منهم ليس سبيلا للتغلب عليهم، بل ربما يؤدي إلى طردك أنت من وظيفتك، لذا فكر كثيرًا قبل اتخاذ أي خطوة ضد هؤلاء السيئين.
- طرق التعامل المثمر مع غير الأسوياء:
أولًا: قم بفحص نفسك
ينبغي التأكد من أن زميلك هو أساس المشكلة وأنك لا تبالغ في رد فعلك، فربما أنت من الأشخاص الذين لا يريدون إلقاء اللوم على أنفسهم ويبحثون دومًا عن آخرين يحملون أسباب فشلهم، لذا اختبر ذاتك وقم بتقييم تصرفاتك بإنصاف.
ثانيًا: استكشف الأمر مع شخص ثقة
ربما ترى مديرك غير عادلا في إدارة المشكلة فيغلب عليك الغضب والحزن والألم وقد لا تستطيع السيطرة على ردود أفعالك، فاستعن بأحد من زملائك الذين تثق بهم وبآرائهم واطرح عليه الموضوع كاملا، ربما يرى أمورًا لم ترها أنت، أو يرشدك لأشياء لم تكن تضعها في الحسبان.
ثالثًا: الاقتراب من الشخص موضع المشكلة
يمكنك التقرب إلى هذا الشخص ومحاولة توضيح ما يفعله تجاهك ومدى تأثيره عليك، تحلي باللطف في حديثك معه فبعض الأشخاص لا يدركون أثر أفعالهم على الآخرين، ربما بعد حديثك معه قد يعيد التفكير في أسلوب تفاعله ويبدأ في تحسين نفسه وطريقة تعامله.
عليك المتابعة ومراقبة سلوكه فهل تغير وأصبح أفضل من ذي قبل، قد تحتاج إلى جلسة أخرى معه ومناقشة ودية، حاول أن تبدأ أنت بصنع السلام وترسيخ الود والتواصل الحسن.
رابعًا: الإعلان عن المشكلة بشكل طريف
قد تلجأ إلى استخدام الإيماءات كي تخبره بمدى أثر ما يفعله عليك كوضع يدك على قلبك وكأنك تعاني، قد لا ينفع أن تطلب منه التوقف عما يؤذيك لذا استخدم تكتيكات مواجهة تكون إيجابية بشكل أكثر، ويعتمد نجاح تلك التكتيكات على قدرتك في تنفيذها فتمتع بالصبر والشدة واللين في نفس الوقت واستخدم روح الضحك والدعابة.
- بعد أن قمت بكل ما سبق ربما لن تجد أي نتيجة إيجابية ولا تحقيق أي نجاح فينبغي عليك إشراك مديرك، وعليك اتباع بعض الأمور قبل التحدث معه:
* تدوين ملاحظات حول المشكلة وإخباره بالطرق التي اتبعتها في حلها دون جدوى، والتوضيح له بأن صعوبة التعامل مع هذا الشخص تؤثر على إنتاجيتك وتقدمك في المشاريع.
* حاول وضع خطة أخرى معه للتغلب على المشكلة ومحاولة حلها واطلب منه المتابعة حتى يمكنه استدعاء زميلك السيء وإعلامه بوجود أساليب أفضل للتعامل لو فشلت تلك الخطة في حل المشكلة.
* ربما عليك تجميع الزملاء الذين لديهم نفس المعاناة مع زميلك وطرح كل ذلك على المدير حتى يصدر قرارًا عادلا بشأن الجميع، ويكون ذلك وسيلة ردع لهذا الموظف السيء.
* لو لم تنجح هذه الطرق يمكنك عمل أمرين إما حجب أعمالك ومهامك عن هذا الزميل غير السوي حتى لا يتمكن من إيذائك ويضر حياتك المهنية، وإما تقديم طلب للانتقال إلى قسم آخر داخل المؤسسة حتى تتفادى العمل مع ذلك الشخص، لكن سعيك الدائم في إيجاد الحلول والعمل بجِد سيزلزل لك الصعاب وستحقق جميع أهدافك.