نواجه جميعًا بعض الضغوطات في الحياة الوظيفية والتي تؤدي إلى الشعور بالتعب والإرهاق وفقدان التركيز، وبالتالي عدم القدرة على مواصلة العمل وإكمال المهام المطلوبة، ويترتب على الإجهاد المستمر والإرهاق الكثير من المشاكل الصحية طويلة الأمد.
لذلك ينبغي التمتع بالقدرة على إدارة الأعمال والتغلب على الضغوطات ومحاولة الحد من التعرض للتوتر من أجل الحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية وزيادة الإنتاجية في العمل.
قد يكون بعض القلق والتوتر حافزًا للاجتهاد والوصول إلى الأهداف، لكن زيادة فرط هرمونات التوتر -بسبب ضغوطات العمل الزائدة- تكون ضارة للجسم مع مرور الوقت، كما يزيد الإرهاق المستمر من التعرض لاضطرابات الصحة العقلية.
وهناك بعض الدلائل أو العلامات التي تدل على تعرضك لضغوطات العمل وارتفاع مستوى التوتر وهذه العلامات هي:
* أن تصبح سريع الانفعال ولا تستطيع التحكم في غضبك
* تفتقد القدرة على التأقلم أو التكيف مع أي تغيير ولو بسيط
* تواجه صعوبة في النوم والشعور المستمر بالتعب
* لا تستطيع التفاعل والتواصل مع زملائك في العمل
* انخفاض مستوى أدائك في إنجاز المهام.
فكل تلك العلامات تشير إلى أنك تحتاج إلى إجازة مؤقتة تعطي فيها لنفسك الرعاية والراحة وتجدد نشاطك حتى تعود إلى العمل بكامل طاقتك.
أما عن الأشياء التي تجعلك متوترًا وتُعد مصدر ضغط عليك، فهي مجموعة من المسببات الشائعة لدى أصحاب الأعمال وأهمها:
* العجز المالي وعدم كفاية الموارد وزيادة المتطلبات
* العمل بمفردك وعدم مشاركة أحد لك في المخاوف التي تصيبك
* كثرة المهام وتعدد المسئوليات وساعات العمل الطويلة
* عدم القدرة على تحقيق التوازن بين الحياة المهنية والحياة الشخصية
* الإحساس بالمسئولية تجاه عائلتك وتأثير نجاحك أو فشلك عليهم
بالإضافة إلى الضغوطات الأخرى التي تعانيها خارج الحياة الوظيفية كتجربة عاطفية فاشلة، أو وفاة أحد الأقارب، أو سفر وفراق الأحبة وغيرها من الظروف التي تزيد من حدة التوتر والتعب النفسي، لذلك ينبغي عليك تحديد مصدر التوتر والإجهاد حتى تستطيع التعامل معه والتغلب عليه بنجاح.
وهناك نصائح عامة وإرشادات تستطيع من خلالها إدارة الأعمال بمرونة ومواجهة أي ضغوطات تتعرض لها داخل بيئة العمل:
* ينبغي عليك تحديد ساعات للعمل والالتزام بها وتنظيم المهام وفقًا لعدد الساعات، فالعمل لساعات طويلة يسبب التوتر والتعب، بالإضافة إلى منحك إجازة أسبوعية تبتعد فيها عن كافة الأعمال وتقوم برحلة ترفيهية تجدد فيها طاقتك وتستعيد نشاطك.
* العمل على أخذ استراحة لمدة دقائق في يوم العمل تتناول فيها القهوة أو بعض الفاكهة التي تزيد من تركيزك ونشاطك.
* هناك العديد من البرامج والتطبيقات الحديثة التي تساعدك على التعامل مع التوتر والإجهاد وتوضح لك أفضل الطرق لإدارة الأعمال دون التعرض للضغوطات، وهذه البرامج متاحة عبر الإنترنت ومجانية فيمكنك الاستعانة بها.
* ينبغي عليك تنمية مهاراتك في حل المشكلات، فعندما تواجهك مشكلة داخل العمل تستطيع تحديدها بسهولة وتتمكن من السيطرة عليها ووضع الحل المناسب لها، دون الشعور بالتوتر والقلق.
* من أهم التقنيات التي تساعدك على تقليل الإجهاد وتدريب الوعي ممارسة التأمل الذاتي واليقظة الذهنية.
* ينبغي عليك تحديد مواعيد نهائية للتسليم تناسب قدرات العاملين معك وتتوافق مع إمكانيتهم، وإذا تجاوزت المتطلبات مواردك فيمكنك الرفض أو تفويض الأمر للحفاظ على مصداقيتك مع العملاء.
* كي تبتعد عن أي ضغوطات، عليك التفكير دومًا بإيجابية وتحفيز نفسك وتطوير ذاتك للتغلب على أي صعوبات قد تواجهك، فأسلوب التفكير له أثر بالغ على طاقتك وقدراتك.
* يجب على المؤسسات توفير أنظمة التواصل والتفاعل بين موظفيها وتشجيع العمل الجماعي فالروح التعاونية تعمل على تقليل حدة التوتر والقلق لدى العاملين.
* يجب أيضًا على المؤسسات تشجيع العاملين وتوفير بيئة عمل إيجابية ومنحهم المكافآت حتى تزيد رغبتهم في الاجتهاد والعمل على تحقيق الأهداف بتميز.
* البعض ينصح باستشارة طبيب إذا بلغ بك التوتر والإجهاد إلى عدم قدرتك على الإدارة ووقوعك في أخطاء أثناء أداء المهام.