تطوير شخصي ومهني

طرق علاج ضعف التركيز وتشتت الانتباه

عندما نستمع لجملة “لا تشتت انتباهك أثناء العمل” يترجم عقلك ذلك بعدم استخدام هاتفك المحمول أو بدء محادثة مع أصدقائك أو تصفح بعض الأخبار، فهذه من أهم عوامل تشتيت الانتباه وعدم الحفاظ على التركيز في أداء العمل حتى يتم إنجازه بصورة أفضل.

 

ونجد أن عوامل تشتيت الانتباه تؤثر بشكل كبير على تركيزك وتشغلك تلك العوامل عن أداء مهامك بل وتؤثر على كفاءتك، فيعتقد البعض أن الرد على رسالة لا يستغرق ثواني معدودة لكن هذه الثواني تسبب التشتت وتخلق ضرر أنت لا تتصوره، فطبيعة البشر لا تستطيع التركيز لفترة طويلة وخاصة عند الانتهاء من أداء مهمة والانتقال إلى أخرى، فأنت تكون في حاجة إلى وقت حتى تتمكن من استعادة تركيزك مرة أخرى.

وعلى سبيل المثال، أن تجلس وتركز بشدة على حل مشكلة ما، ويمر زميل لك ويقول “مرحبًا” فترد عليه، فنجد أن هذه المقاطعة أضعفت تركيزك لأنك قد تتذكر رسالة كان ينبغي إرسالها لهذا الزميل، أو يعجبك مظهره وملابسه، ونحن كبشر لا نستطيع السيطرة على مثل هذه الأفكار، لذا ينبغي علينا تجنب عوامل تشتيت الانتباه فيمكنك -مثلا- وضع سماعات الأذن دون سماع موسيقى لتجنب تحية زملائك وأنت بكامل تركيزك.

 

بعض التوجيهات من أجل تحسين التركيز

نواجه العديد من العوامل التي تساعد على تشتيت الانتباه، فالبعض كان يعمل لساعات طويلة لكن بعقلٍ مشتت، وكان الحل تقليل ساعات العمل، وبالفعل كانت النتائج إيجابية وأصبح هناك وقتًا كاف للراحة، ومن أهم الأمور التي تسهم في الحد من تشتيت الانتباه وتحسين التركيز ورفع الكفاءة في العمل هي:

 

أولًا: إذا وصلت إلى العمل قبل موعدك بمدة زمنية قليلة، ترى أنه يمكنك الانتظار حتى تبدأ أداء مهامك في موعد العمل الرسمي، فتقرر مشاهدة فيديو ويمر الوقت ولا تريد إيقافه حتى ينتهي، ثم تذهب إلى رسائل البريد الإلكتروني لتتصفحها، وتكرر تلك الطريقة ظنا منك أنك تنتظر الوقت المناسب لبدء أداء مهامك العملية.
لذا توقف عن انتظار الوقت المحدد لبدء المهمة، لأن الوقت المناسب الوحيد لبدء شيء ما هو الآن.

 

ثانيًا: بعض المهام التي يصعب التعامل معها تكون سببًا لتشتيت انتباهك عن مهام أخرى كان يجب عليك القيام بها، فعندما تواجه مشكلة ما وتخصص لها مدة 30 دقيقة لحلها، لكنك تستمر نحو ساعتين دون إيجاد الحل المناسب، فلاحظ أن عدم إيجاد الحل لا يسبب عواقب سيئة، ويمكنك الانتقال إلى مهمة أخرى والعودة إلى تلك المشكلة في وقت آخر بذهن صافٍ.
تذكر -دومًا- أنه لا يمكنك هدر الوقت لإصلاح مشكلة لا تسبب تأثير سلبي إذا تركتها بشكل مؤقت، حاول أن تركز على إكمال مهامك ولا تجعل أي شيء يشتت انتباهك.

 

ثالثًا: الكثير منّا يقوم بإعداد قائمة مرتبة بالمهام التي ينبغي القيام بها، أما الأشخاص الفريدة والمميزة هم الذين يحاولون إعداد قائمة لكل العادات السيئة التي ينبغي تجنبها أثناء أداء العمل، فنجد البعض ينجذب بشدة لوسائل التواصل الاجتماعي وتصبح عاملًا أساسيًا في تشتيت الانتباه وضعف التركيز، وقد أصبحت تلك العادات متأصلة داخلنا، ربما لا يمكننا القضاء عليها لكن نحاول جاهدين ألا نجعلها تؤثر على أداء مهامنا والتركيز على العمل بشكل أفضل.
ومع تذكير نفسك بأن تلك العادات تؤثر على نجاح أعمالنا وأداء مهامنا بالصورة الأفضل، يمكنك التخلص منها وإنجاز العمل بشكل مميز.

 

رابعًا: على الرغم من أهمية البريد الإلكتروني كوسيلة تواصل فعالة في عالم الأعمال، إلا أنه يمثل سببًا قويًا لتشتيت انتباه العاملين.
والبعض يعتقد أنه يجب متابعة البريد الإلكتروني والرد على رسائله باستمرار والاطلاع على كل جديد حتى تنال استحسان المديرين، لكن هذا الاعتقاد خاطئ لأن في كل إشعار يأتي إليك من البريد الإلكتروني يُعد مصدرًا لتشتيت انتباهك وضعف تركيزك في أداء المهمة التي تعمل على إنجازها.
لذلك لابد وأن تقوم بإيقاف إشعارات البريد الإلكتروني وأي إشعارات أخرى من تطبيقات مختلفة على هاتفك المحمول كالانستغرام والفيس بوك وغيرها، حتى تتمكن من تحسين تركيزك وتجنب الانشغال بأي شيء.
وهذا لا يعني بالطبع إهمال الرسائل الواردة، لكن تخصيص أوقات محددة لمتابعة المستجدات عبر البريد هو الحل الأمثل لتجنب تشتيت الانتباه.

 

خامسًا: لقد كان اختراع الهاتف المحمول أمرًا مفيدًا للجميع، لكن لكل شيء إيجابيات وسلبيات، ومن سلبيات الهاتف المحمول أنه وسيلة فعالة في إهدار الوقت إن لم يستطع الشخص تقويم نفسه والتحكم في استخدامه للهاتف المحمول فسوف يُجني نتائج وآثار سلبية على صحته العقلية وحياته الوظيفية ولا يتمكن من رفع كفاءته.

وبما أن ذلك الجهاز الصغير عاملا في تشتيت انتباهك، يمكنك وضع الهاتف على نظام عدم الازعاج (Do Not Disturb)، حتى لا تتلقى أي تنبيهات أو إشعارات برسائل تفقدك تركيزك أثناء أداء المهام.
ومتابعة كل شيء على الهاتف في وقت راحتك أو عند الانتهاء من عملك.

 

سادسًا: بعض بيئات العمل لا تكون إيجابية ولا توفر للعاملين المناخ الجيد للعمل، فنجد عددًا كثيرًا من العاملين داخل مكتب واحد ويتحدثون مع بعضهم ولا تستطيع التركيز على أداء عملك، فإن لم تحصل على وظيفة في بيئة عمل إيجابية، يمكنك خلق مناخ مناسب للعمل، حاول البحث عن غرف فارغة حتى تستطيع التركيز، ويمكنك وضع سماعات الأذن دون سماع موسيقى، كما ينبغي عليك أن تطلب من الجميع العمل في هدوء وعدم السماح بإزعاجك لمدة أنت تقدرها.

 

سابعًا: يخشى الكثير قول لا عندما يُطلب منهم فعل أمر ما، فالكثير يوافقون على أداء مهام ليس عليهم القيام بها لتجنب إحراج الشخص، أو لأن الذي يطلب هو شخص لديه سلطة ونفوذ، لكن هذا لا يعني أن تُكلف نفسك ما لا تستطيع، وتشتت انتباهك وتركيز على أمور ليست لك، ينبغي أن يعلم الشخص أن ما يطلبه منك يُقابل بالرفض أو القبول وفقا لإمكانيتك واستطاعتك، وعليك أن تقول لا حين لا تستطيع وتركز على عملك فقط حتى تنمو وترتقى في وظيفتك.

 

وفي النهاية لابد وأن تعي تمامًا أن العمل ساعة بتركيز خير بكثير من العمل عدة ساعات وسط عوامل مشتتة للانتباه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *