تطوير شخصي ومهني

طرق التوقف عن إرضاء الناس.. اهتم بنفسك أولًا

حين تجد نفسك تقوم ببذل أقصى ما في وسعك لإرضاء زملائك في العمل أو المحيطين بك، وتتولى مهام كثيرة بجانب مهامك، بل وتظهر توافقك مع وجهات نظر الآخرين على الرغم من أن لديك وجهة نظر أخرى، فأنت بذلك لديك حب إرضاء الناس وهذا السلوك ليس سيئًا بالطبع، لكن السيء في الأمر أنك تقوم بذلك على حساب نفسك فتعطي الآخرين أولوية وأهمية أكثر من نفسك.

اعلم دائمًا أن نفسك لها حق عليك ينبغي تأديته، فلا تتجاهل مشاعرك، ولا تحط من وجهات نظرك، ولا تقلل من خبراتك ومهاراتك، وتحمل نفسك أعباء إضافية لا فائدة لك منها سوى أنك تريد -فقط- أن ترضي الآخرين.

 

من أهم الأمور التي ينبغي عليك إدراكها جيدًا، أن الطبيعة البشرية تريد دائمًا الأكثر والأفضل، فكلما قدمت خدمات وحاولت إرضاء الناس كلما زادت أهدافهم وطموحاتهم فيك وطلبوا منك المزيد، وربما مع الوقت يشعرون أن هذا أصبح واجب عليك لا فضل منك عليهم، لذلك عليك تحقيق التوازن فلا إفراط ولا تفريط؛ فلا تبالغ في إرضاء الناس وتوافقهم وتنصاع لهم وتخضع لطلباتهم، وأيضًا لا تمتنع عن مساعدتهم والوقوف جانبهم وقت الشدائد، لكن أولًا فكر في نفسك وقدراتك ومدى استطاعتك.

إذا كانت طبيعتك أن تؤثر على نفسك وتفضل الآخرين عنك وتحاول إرضائهم، فتابع معنا بعض النصائح التالية حتى تتمكن من التوقف عن رضا الناس والاهتمام بنفسك قبل أي أحد:

 

أولًا: ينبغي أن تعي وتدرك تمامًا أن هذا الأمر ليس بالصفة الجيدة والسلوك الحسن، وبذلك تستطيع التغيير بسهولة، فاعترافك بحقوق نفسك وما ينبغي عليك تجاهها، يُمكّنك من عدم الإفراط في رضا الآخرين.
حاول أن تكف عن ذلك تدريجيًا وخاصة مع الأشخاص الذين اعتادوا منك على موافقتهم والاستجابة لرغباتهم طوال الوقت.

 

ثانيًا: من أكثر الأمور التي تسهم في توطيد العلاقات مع الآخرين وضع حدود في التعامل، وعدم ترك الأمور تسير وفقا للتوقعات، فمعرفة الآخرين بقدراتك وما تستطيع أن تقدمه لهم، يجعلهم على فهم واضح بك فلا يتوقعون منك مساعدات لا تستطيع القيام بها وبالتالي لا يغضبون.

 

ثالثًا: إذا وجدت صعوبة في تعديل سلوكك هذا، فيمكنك الاستعانة ببعض الخبراء في مجال التنمية البشرية أو حضور جلسات لايف كوتشنج والتي تساعدك على معرفة ذاتك والوصول لأهدافك بطريقة تمكنك من اكتشاف وصقل مواهبك ومهاراتك وحل مشاكلك والتغلب عليها.

 

رابعًا: يمكنك تدريب نفسك تدريجيًا على الرفض وقول لا، لكن دون أن تُغضب الآخرين، فهم يلجئون إليك لأنك مصدر ثقة وأمان بالنسبة لهم فلا تخزلهم وأيضًا لا تكلف نفسك ما لا تطيق، فيمكنك الرفض بأسلوب مهذب فمثلا تقول “هذا المشروع مهم للغاية فعلا، لكن هناك أشخاص غيري يمكنهم القيام به بشكل أفضل”.

 

خامسًا: لا يمكن أن يأتي التغيير في لحظة ولا القضاء على هذا السلوك في يوم، لكن يكفي أنك استطعت -خلال شهر- رفض القيام بمشروع من أجل إرضاء زميلك، أو أنك تمكنت من مشاركة وجهة نظرك المخالفة لزملائك داخل الاجتماع.

 

سادسًا: إذا كنت تشعر بصعوبة رفض طلبات زملائك فيمكنك الاستعانة بأحد الأفراد وتفويض المهام الصغيرة له، وتبادل المساعدات مع بعضكم البعض.

 

سابعًا: قدم لنفسك الدعم لأنها تستحق كل التقدير، لا تجعل حديثك مع نفسك سلبي بل تحلى بالإيجابية وعزز قوتك، فيمكنك أن تخبر نفسك بعدة أشياء مثل أنك لا تتقدم في عملك إذا استمريت في إرضاء الآخرين وتلبية جميع متطلباتهم، أن رفضك لما لا تستطيع تقديمه ليس خطأ.

 

ثامنًا: لقد أثبتت الدراسات أن التوقف برهة قبل اتخاذ أي قرار يسهم في دقة ذلك القرار، فحاول ألا تقول نعم على أي أمر حتى لا تندم لعدم استطاعتك القيام به، امنح نفسك وقتًا كافيًا ثم قل قرارك.

 

تاسعًا: لا تحاول تقديم الأعذار والمبررات لعدم قيامك بما يُطلب منك، فالذي يعرفك جيدًا يعرف أنك لا تستطيع بالفعل ويثق فيك ولا يغضب من رفضك، الإفراط في إرضاء الآخرين ليس -كما نعتقد- هو السبب في الترابط واستمرار العلاقات.

 

عاشرًا: الشفافية والمصداقية مع نفسك أولًا، فلا تقم بشيء أنت تعلم جيدًا أنه يتعارض مع أولويات أخرى لديك لمجرد أنك ترغب في إرضاء شخص آخر.
تحلى بالصدق والوضوح سيحبك الكثير ويحترموك وتكسب ثقة الجميع.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *