تطوير شخصي ومهني

طرق التمتع بالصفاء الذهني في بيئة العمل

لقد شهدت السنوات الماضية حالة من عدم الاستقرار في جميع المجالات العملية، وانتشر العمل عن بُعد، وتوالت الاستقالات، وتدهور الاقتصاد، وانعزل الجميع.
لقد أحدث وباء كورنا الخوف والهلع في نفوس البشر وجعلهم ينعزلون داخل منازلهم، وبدأت المخاوف حول التضخم وركود الاقتصاد، وربما يستمر تأثير هذا الوباء بضعة أشهر أخرى وخاصة بعد حرب روسيا وأكرانيا.

ونجد أن تلك الأمور أصابت العاملين بضبابية الرؤية وعدم صفاء الذهن والعجز عن المشاركة وضعف الإنتاجية، لذا لابد وأن تسعى الشركات في دعم موظفيها وإدارة الإجهاد، فالشعور بعدم صفاء الذهن واختلال الرؤية يؤدي إلى عدم أداء العاملين لمهامهم بالشكل المطلوب وبالتالي وقوع خسائر للشركة.

ويرى “لبريان آدامز” الرئيس التنفيذي ومؤسس Ph.Creative أن وجود بعض الأزمات في مكان العمل مثل رئيس متسلط أو زميل متنمر يؤدي إلى ارتفاع مستوى التوتر والشعور بزيادة عبء العمل، مما يسبب بعض الضمور داخل المخ والذي يؤدي إلى ضرر طويل الأجل على الجهاز العصبي.
فارتفاع مستوى القلق والتوتر (الكورتيزول) مع وجود الإجهاد يمكن أن يؤدي إلى فقدان الذاكرة طويلة المدى وصعوبة في التركيز.
كما تشير الدراسات أن كثرة التعرض للإجهاد الزائد باستمرار يؤدي إلى الإصابة بأمراض الدماغ كالخرف والزهايمر.

يقدم الدكتور كريستوفر تايلور، مؤلف كتاب My Digital Practice ومؤسس مجموعة Taylor Counseling Group، بعض النصائح حول كيفية تطوير العاملين وتعزيز رؤيتهم وصفاء ذهنهم في العمل:

أولًا: تحديد روتين يومي والعمل على تطويره يسهم في الشعور بالراحة العقلية، فالعادات الإيجابية البسيطة تساعد على حياة صحية وسعيدة، فمثلا يمكنك الاستيقاظ قبل موعد العمل الرسمي بنصف ساعة وممارسة بعض التمارين للحد من التوتر الصباحي، بالإضافة إلى منح نفسك فترات للراحة بين أداء المهام.

ثانيًا: يواجه العاملين من المنزل مشكلة عدم تحقيق التوازن بين إنجاز العمل وأداء المهام المنزلية، لذا ينبغي على العاملين من المنزل وضع مواعيد مخصصة للبدء في العمل والانتهاء منه والسعي إلى الالتزام بتلك المواعيد، بالإضافة إلى تخصيص مكان مميز للعمل يسهم في التركيز وارتفاع مستوى الإنتاجية.

ثالثًا: ينبغي ترسيخ ثقافة الرعاية الذاتية، فيجب على العاملين تنظيم نومهم، وتناول الطعام الصحي، وممارسة الرياضة، وتخصيص بعض الوقت للهوايات المفضلة لأن ذلك يساعد في تحسين الصحة العقلية والعاطفية والجسدية ويشعرهم بالسعادة والرضا.

رابعًا: يرتبط النشاط البدني بالحالة العاطفية والمزاجية، فاعتماد بعض التمارين اليومية البسيطة يساعد على بقاء ذهنك صافي، فرياضة المشي والتأمل لها دور كبير في القضاء على الاكتئاب ورفع مستوى طاقتك.

خامسًا: يشير بعض المتخصصين إلى أهمية ممارسة تمارين التنفس العميق Deep breathing لأنها تساعد في تخفيف الشعور بالقلق والتوتر، فعند شعورك بالقلق تُصاب بأعراض مثل عدم القدرة على التنفس المنتظم وزيادة معدل ضربات القلب، ومن خلال أخذك نفس عميق تستطيع بذلك زيادة إمدادات الأكسجين للدماغ مما يُمكّن جهازك العصبي من إرسال إشارات مهدئة في جميع أنحاء جسمك.

سادسًا: تذكر -دومًا- الجوانب الإيجابية في حياتك الشخصية والوظيفية لأن ذلك يجلب لك الشعور بالراحة والسعادة، فصفة الامتنان تثير داخلك الشعور بالانبساط وتجعل كل شيء جميل مستمر ويتطور.

سابعًا: حاول أن توجه طاقتك نحو الأمور الإيجابية كالحصول على عضوية منظمة لها أهداف مجتمعية، وابحث عن أقران وأصدقاء ثقة تجد نفسك معهم وتسعد بوجودهم في حياتهم.

وبالإضافة إلى تلك النصائح يجب -أيضًا- أن تعلم جيدًا أنه ينبغي عليك تعزيز الرؤية العقلية لكل ما يدور حولك، والعمل على تجاوز أي إجهاد تواجهه، فلا يمكنك أبدًا أن الوصول للكمال أو الوقوع في الفشل الدائم بل هناك المنقطة الرمادية (الطريق الوسط) وهي التي تجعلك تتعلم من أخطائك، فالوعي بالذات يسهم في رفع مستوى الأداء والإنتاجية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *