تطوير شخصي ومهني

طرق التخلص من التخريب الذاتي

في طريقك نحو أهدافك ستواجه العديد من العقبات والمعوقات، لكن من أصعب العقبات التي تواجهها هي التي تخلقها أنت لنفسك.
والتخريب الذاتي يحدث حينما يقرر عقلك الواعي أنك بحاجة إلى تناول الطعام الصحي وتوفير الأموال، فيتدخل عقلك الباطن ويزين لك تناول الشكولاتة والسكريات والتسوق عبر الانترنت، فالصوت الداخلي يخرب ذاتك ويحاول أن يوقفك عن تحقيق أهدافك.
والتخريب الذاتي يحوي سلوكيات وأفكار تجعلك في الجانب المظلم من حياتك، تلك الأفكار التي تؤكد لك -دائمًا- أنك لا تستطيع القيام بشيء.
عقلك الباطن يحاول الحفاظ على سلامتك ويمنع عنك الخوف فيشجعك على البقاء ساكنًا وعدم الإقبال على أي شيء جديد قد يحمل مخاطر، والنتيجة هي أن ذاتك أصبحت مدمرة وصرت مستقرًا في مكانك دون أدني تطور أو سعي لتحقيق أحلامك وطموحاتك.

ومن أجل التخلص من التخريب الذاتي حتى لا يؤثر على نجاحك، يمكنك اتباع الخطوات التالية:

أولًا: ينبغي أن تعلم جيدًا أنك قد تمارس عادات تظن أنها صحيحة وهي في الحقيقة عكس ذلك، لأن عقلك الباطن يوهمك بأن تلك العادات من أجل الحفاظ على ذاتك وليس تخريبها، يحاول أن يقنعك بأنه يقوم بحمايتك ويبعد عنك الضرر.
لابد أن تعرف أنك قد تؤذي نفسك دون إدراك، فعدم التفكير والترتيب يؤدي إلى الفشل في إدارة مهامك وتظل معتادًا على طريقة عمل دون سعي لتغييرها خوفًا من العواقب.

ثانيًا: تُعد الخطوة الأولى للتخلص من التخريب الذاتي هي إدراك السلوكيات والعادات التي تؤدي إليه ومن ضمن تلك العادات:
* المماطلة والتسويف وهي من أسوأ العادات التي تضر بك وبأعمالك، لأنك تقوم بتأجيل المهام ولا تؤديها إلا في اللحظات الأخيرة قبل موعد التسليم، وهذا يجعلها -غالبًا- غير سليمة وبحاجة إلى المراجعة ولا يتوفر فيها العنصر الإبداعي.

* السلبية في التفكير تسهم -بشكل كبير- في تحطيم ذاتك، فلا ينبغي أن تتصور أنك لا تستحق وتلوم نفسك على أخطاء حدثت في الماضي وتستمر في انتقاد نفسك، لابد وأن تتحلى بالتفاؤل والإيجابية وتسعى لبناء ذاتك وشخصك.

* الكمال، يأتي التخريب الذاتي خلال سعيك للكمالية التي لا يستطيع أحد الوصول إليها، وبهذا الاعتقاد ترى نفسك -دائما- مقصرًا وفاشلا، فتظل مكانك ولا تسعى لتحقيق أهدافك.

ثالثًا: ينبغي أن تحدد الأسباب الحقيقية وراء تخريب الذات، حاول اكتشاف نفسك وتحديد السلوكيات السلبية لديك، في أحيان كثيرة تكون السلوكيات مترسخة داخلنا وتشعر أنك لا تستحق النجاح، ربما تعاني من مشاعر النقص وتحاول التعويض لكن بشكل مفرط فتحدد أهداف كبيرة للغاية لا تتفق مع مهاراتك وقدراتك فلا تتمكن من تحقيقها.
إذا نجحت في تحديد السلوكيات السلبية فسوف تنجح -بالتأكيد- في القضاء عليها أو استبدالها بعادات أخرى إيجابية وجيدة.

رابعًا: ينبغي أن يكون لديك وقتًا كافيًا للتأمل الذاتي، حتى تستطيع الوقوف على المناطق السلبية وتعالجها وتعزز الجوانب الإيجابية في شخصك، فالتأمل الذاتي يسهم في تعميق وعيك ويتكوّن لديك نظرة ثاقبة تستطيع من خلالها إدراك ذاتك وفهم نفسك ومعرفة رغباتك، فنجد دومًا الأشخاص الناجحة هي التي تأخذ وقتًا في التفكير حتى تأتي قراراتها صائبة، وإذا وقعوا في الفشل فإنهم يتعلمون من أخطائهم ويحاولون تغيير أسلوب عملهم ويبحثون عن طرق مختلفة وجديدة.

خامسًا: لابد من إزالة الأصوات الداخلية المحبطة للآمال والطموحات التي تقف مانعًا لإحراز التقدم التي تجعلك تقول دائمًا أنك لا تستطيع ولا تستحق وليس لديك الكفاءة والخبرة، فتلك الأصوات السلبية تؤدي إلى إضعاف ذاتك وتدميرها، لذا ينبغي عليك تعزيز الأصوات الإيجابية والأفكار الجيدة المشجعة ومقاومة أي فكرة سلبية تتسلل إليك، ويمكنك طلب الدعم من المقربين لك حتى تتمكن من القضاء على أي مشاعر سلبية.

سادسًا: إذا أردت التوقف عن تدمير ذاتك فلابد من تغيير السلوكيات السلبية، والسعي بجِد وعزيمة من أجل أن تكون الشخص الذي ترغب فيه، فالأفكار السلبية والمعتقدات تقف مانعًا أمام تحقيق طموحاتك وأهدافك بل وتعيق توظيف إمكاناتك وخبراتك في مكانها المناسب، لذا حاول محو تلك الأفكار واستبدلها بأنماط سلوكية جيدة أكثر فائدة في تحقيق أهدافك، يمكنك البحث عن داعمين وتجنب الأشخاص التي تعطي طاقات سلبية، حاول أن تتجاوز أي ظروف صعبة وتتغلب عليها كي لا تحبط أو تنهزم.

سابعًا: من أجل القضاء على العادات والسلوكيات التي تسهم في تخريب ذاتك، لا يمكنك التغلب عليها جميعًا مرة واحدة، ويجب أن تختار سلوك واحد فقط يؤثر عليك بقوة، وتحاول تغييره بشكل جذري حتى ترى تحولا إيجابيًا وملحوظًا في حياتك فهذا سوف يشجعك على إجراء المزيد من التغييرات والقضاء على السلوكيات السلبية الأخرى.
فمثلا إذا كنت تعاني من عادة المماطلة ولا تستطيع الالتزام بالمواعيد النهائية، فحاول محو هذه العادة من خلال التفكير في النجاحات التي تحققها عند الالتزام بالمواعيد النهائية كما يمكنك إعداد قائمة بالمهام المطلوب إنجازها والعمل على القيام بأهم تلك المهام واحدة تلو الأخرى.

ثامنًا: في بعض الأحيان تسيطر علينا سلوكيات التخريب الذاتي وتؤدي بنا إلى السقوط وعدم النجاح وإحراز التقدم، وأفضل الطرق لمجابهة تلك السلوكيات هو القيام بوضع خطة فعالة وقوية لأهدافك المستقبلية، فالخطوات المدروسة والبدء في تحقيقها متوالية يشعرك بالثقة في النفس ويحفزك على تحقيق المزيد والالتزام بالخطة.

الجميع يعاني من السلوكيات السلبية التي تؤدي إلى تخريب الذات، لكن أصحاب الإرادة والعزيمة هم -فقط- الذين يستطيعون التغلب على تلك السلوكيات والقضاء عليها وبناء ذاتهم والنجاح في أعمالهم، لا يجعلوا للاستسلام طريق إنما يقاومون دائمًا ويحققون أهدافهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *