تدريب وحلقات نقاش

ثقافة الاختلاف مع الآخر

تستوعب كل مؤسسة عددًا هائلًا من العاملين تختلف شخصياتهم وثقافاتهم وحتمًا سيحدث الخلاف في بعض قضايا العمل وطرق إنجاز المهام وينبغي التحلي بالأخلاقيات العليا والاحترام عند وقوع أي خلاف في نطاق العمل بل وسرعة إيجاد حل مناسب يرضي جميع أطراف الخلاف حتى لا يحدث شقاق وانقسامات داخل المؤسسة.

لدينا العديد من الطرق توضح كيف يمكننا التعامل بأسلوب مهذب ومتحضر عند وقوع خلاف مع زملاء العمل، وكيف نتمكن من إنهائه بشكل طيب، مع حفاظنا على علاقة إيجابية فيما بيننا، فقد خُلقنا مختلفين لنتعارف ونتآلف، ليتحقق التعاون المثمر والمحمودة نتائجه، وتتمثل هذه الطرق فيما يأتي:

أولًا: لابد وأن يكون موضوع الخلاف ذا أسس ومبادئ لا نعارض أو نختلف لمجرد الظهور ولفت النظر، لأن بذلك سيراك زملاؤك إنسانًا مثيرًا للجدل وللشغب ولا تستند لأسباب حقيقية للخلاف، لذا ينبغي حين تعلن اختلافك مع الآخرين أن تكون مُلمًا بالموضوع أصل الخلاف وتوضح أسبابه ونتائجه ويكون لخلافك مغزى تريد تحقيقه.
نرى أن الخلاف أمر صحي فهو أحد السمات المميزة للفريق الناجح، فغياب النقد البناء والعمل بإيقاع ثابت لا يساعد على التطور والإبداع.

ثانيًا: ينبغي أن يكون الخلاف غير شخصي وتنحي عواطفك جانبًا، فلا تختلف مع شخص بسبب أنك لا تحبه أو لأنك تراه مبتكرًا ومبدعًا في إنجاز مهامه، ويجب ألا يكون خلافك مع الآخرين بناء على أحاسيس أو توقعات بل ينبغي أن يكون وفق حقائق حدثت بالفعل، وعند المناقشة حول موضوع الخلاف قم بالتركيز على الأحداث لا الشخصيات فمثلا لا تقل أنت فعلت هذا.. بل الأفضل أن تقول حدث الأمر هكذا..، فالتحلي بالهدوء والحكمة أثناء النقاش هو أساس إنهاء الخلاف بنجاح دون خسائر.

ثالثًا: ينبغي أن تتحلى بمهارة الاستماع فكن مستمعًا جيدًا لزملائك، ولا تحجر على رؤاهم وأفكارهم وتنظر إلى رأيك فقط، فانظر إلى الخلاف من وجهات نظرهم حتى تستطيع التعامل بإنصاف مع الأمور وتكون قراراتك عادلة لا تظلم بها نفسك أو زملاءك، فالعاملون الذين لديهم رؤى وأفكار مختلفة ومتنوعة يكونون الأقرب في الترقيات من غيرهم ممن يصرون على فكرة واحدة.

رابعًا: احذر ثم احذر من أن تمارس دور الضحية وتعيشه لأن هذا الدور سيء للغاية ولا تجدي أي منفعة من ورائه، واحذر أيضًا من أن تسارع إلى الهجوم وفرض وجهة نظرك وإخضاع من حولك فكلا الأسلوبين غير معترف بهم داخل بيئة العمل الإيجابية، كما لا ينبغي عدم احترام وجهة النظر المخالفة لك أو السخرية من أفكار زملائك، الأفضل من كل ذلك التحدث حول أمر الخلاف بكل لطف واحترام ومحاولة التوصل لنقطة تفاهم وحل يرضي الجميع.

خامسًا: عليك أن تتحدث عن نفسك وعندما تجد الحل تقول إنه يناسبك أنت، فمن الخطأ أن تتحدث بصيغة الجماعة فتقول مثلا “نحن وجدنا الحل”، هذا النوع من الصياغات تحدث مشكلات ويرى زملاؤك أنك بذلك تفرض عليهم حلولك دون إعطائهم المساحة لطرح أفكارهم واقتراحاتهم.

سادسًا: ينبغي أثناء وقوع خلاف مع زميلك في العمل والإقدام على حله أن تبحث عن هدف مشترك بينكما حتى تستطيعا الوصول إلى نقطة تفاهم تدعم ذلك الهدف وتعملان على تحقيقه معًا.
كما يجب أن تجعل معالجة الخلاف في شكل ودي، ولا تتظاهر بدور الضحية لأن هذا يسيء من سمعتك المهنية، وابتعد عن السخرية والتهكم أثناء معالجة الخلاف.

سابعًا: إن خير الحلول أوسطها، ففي حالة تمسك أطراف الخلاف كل برأيه، يمكن أخذ حل وسط من طرف آخر خارج دائرة النزاع يتميز بالموضوعية والحياد، حتى يتم الاستماع له ويرضى الجميع بالحل الذي يطرحه.

ثامنًا: احرص على الخروج من الخلاف بعلاقات طيبة مع العاملين معك، واعمل على ترسيخ ثقافة المشاركة والتفاعل الإيجابي، حتى يصل الجميع إلى التوافق والتعاون المثمر ليحققوا أهداف المؤسسة وطموحاتهم المهنية.

  • تذكر دائمًا أن الخلافات داخل بيئة العمل أمر طبيعي، لكن المهم معرفة التعامل مع الخلاف وحسن إدارته حتى يتم إنهائه بشكل جيد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *