رقمنة وذكاء الاصطناعي

تحديات التحول الرقمي في عام 2022ومحاولة التغلب عليه

منذ ظهور فيرس كورونا (كوفيد19) وتحول المنشئات للعمل عن بُعد أصبحت الحاجة ملحة إلى تفعيل التحول الرقمي المتكامل، ومن المتوقع خلال السنوات المقبلة أن يحتل التحول الرقمي مكانة كبيرة في أعمال الشركات وجميع المجالات، وفي استطلاع أجرته شركة (IBM) عام 2021 تبين أن برامج تحديث التكنولوجيا ليست جاهزة للمستقبل لدى 60% من مديري تقنية المعلومات الذين شملهم الاستطلاع، كما نلاحظ اتجاه شركات عديدة نحو تحقيق التحول الرقمي.

 

  • التحديات في التحول الرقمي

يُسهل التحول الرقمي إدارة الأعمال داخل المؤسسة ويساعد في استخدام الأدوات الرقمية الجديدة، وبالإضافة إلى وجود بعض الصعوبات التقنية في مراحل التحول الرقمي فتوجد صعوبات أخرى تتعلق بمدى تقبل الناس لهذا النوع من التكنولوجيا، ولكي تتغلب عليها ينبغي معرفتها وتقييمها حتى تصل إلى النجاح وتحقيق الأهداف داخل تلك البيئة الرقمية الجديدة.

أولا: عدم توحيد الرؤية والهدف
يجب أن توافق المؤسسة بكامل رؤسائها وموظفيها على اتخاذ قرار التحول، فالصومعة العقلية أي الانغلاق العقلي وعدم المشاركة والتعاون في اتخاذ القرارات يُعد من أبرز المشكلات التي تواجه عملية التحول، لذلك لابد من رؤية واحدة مشتركة تعمل على الابتكار وتحقيق الهدف داخل المؤسسة.

 

ثانيًا: الاعتماد على الأنظمة القديمة
نرى في بعض المؤسسات اعتماد الأنظمة القديمة وعدم السعي للتطوير التكنولوجي مما يُصعب التعاملات في بيئة الأعمال، وتُعد تلك الأنظمة من أكبر العقبات التي تواجه التحول الرقمي لأنها بطيئة وغير مرنة وبذلك يكون من الصعب التكيف مع التكنولوجيا الجديدة، بالإضافة إلى سهولة الاختراق الأمني لها.

 

ثالثًا: مقاومة التغيير
لقد اعتاد الموظفون داخل المؤسسات على ثقافة وأسلوب معين في العمل لا يستطيعون تغييره، وينفرون من أي تطوير يطرأ على المؤسسة، لذلك من الصعب تطبيق التحول الرقمي داخل المؤسسات فقادة الأعمال يقاومون التقنيات الجديدة ولا يروا في تطبيقها فائدة خاصة وأنهم يحققون بالفعل نتائج إيجابية داخل بيئة العمل.

رابعًا: قيود الميزانية
تطوير التكنولوجيا وتطبيق تقنيات جديدة تكلف الشركات أموالاً كثيرة، وبعد ظهور فيرس كورونا تعرضت الشركات لخسائر كبيرة جعلتها لا تستطيع تنفيذ التحول الرقمي، ورأت بعض الشركات أن التحول الرقمي يتعلق ببعض الأدوات التشغيلية وتطويرها فجاءت الميزانية محدودة غير كافية مما أدى لعدم تطبيق التحول بالصورة الصحيحة وبالتالي عدم القدرة على التعامل والتكيف معه.

 

خامسًا: عدم توفر المهارات
يتفاوت العاملون داخل المؤسسات في مهاراتهم التقنية، وعند الإقبال على التحول الرقمي لابد من تمتع العاملين بمهارات تمكنهم من العمل بالرقمنة حتى يتم التحول بنجاح، ويمكن للمؤسسات منح العاملين بها دورات تدريبة تنمي معرفتهم بالتقنيات الجديدة وتطور مهاراتهم حتى يتمكنوا من التكيف السريع مع التحول الرقمي داخل المؤسسة.

سادسًا: نقص الموارد التكنولوجية
يُعد نقص الموارد التي يحتاجها التطوير التكنولوجي عقبة أمام العمل بالرقمنة، فالنقص العالمي للرقائق الالكترونية أصبح عائقًا أمام العديد من الصناعات كالسيارات والغسالات والهواتف الذكية.

سابعًا: الخوف من الفشل
البعض يرفض التحول الرقمي خوفًا من الفشل وعدم تحقيقه الإنجازات التي تريدها الشركة، لكن الفشل وارد في بداية العمل بالرقمنة ويجب تقبله والتعلم منه حتى يتم التكيف على التحول الرقمي الجديد.

 

ثامنًا: زيادة المخاطر الأمنية
تزيد المخاطر الأمنية بعد التحول الرقمي في المؤسسات والتي يمكن اختراق معلوماتها، لذلك تم إنشاء منظومة الأمن السيبراني لحماية الأنظمة والشبكات والبرامج ضد الهجمات الرقمية.

 

  • طرق التغلب على تحديات التحول الرقمي
    تواجه المؤسسات الكثير من تحديات التحول الرقمي، ويمكن التغلب عليها والعمل بالرقمنة بسهولة من خلال الطرق الآتية:
  • يجب أن تتناسب برامج التحول الرقمي مع نتائج الأعمال؛ وهذه أول خطوة لتطبيق التحول الرقمي بنجاح، فاجعل أولى الاستثمارات لتطبيق الرقمنة على أهداف ومشاريع المؤسسة، وقم بتخصيص الميزانية المناسبة لها.
  • اجعل التغيير التنظيمي أساس التحول الرقمي؛ فتغيير السياسات التي تعمل بها المنظمات أمر بالغ الصعوبة لأن العاملين قد اعتادوا العمل بتلك السياسات لسنوات طويلة، لكن تستطيع عمل التغيير بسهولة حين تبدأه من الرؤساء وبالتالي يتقبله الموظفون.
  • التواصل المستمر والتفاعل بين العاملين في كافة الإدارات داخل المؤسسة يؤدي إلى نجاح عملية التحول الرقمي وإزالة الأنظمة القديمة الغير مرنة بسهولة.
  • إعداد خطة قوية؛ لكي يكون لديك مستقبل رقمي مميز عليك وضع خطة قوية تتوافق فيها جميع المجالات التي تصب في مصلحة المؤسسة.
  • تحديد ميزانية مناسبة لإدخال تكنولوجيا جديدة في نظامك الإداري، قد تستطيع أن تتحكم بالميزانية لديك لكن نقص الموارد التكنولوجية التي تريد إدخالها يسبب لك عملية تحول وانتقال صعبة، لذا عليك وضع خطط بديلة تستطيع من خلالها تجنب نقص تلك الموارد الجديدة.
  • لابد من إعداد دورات وبرامج تدريبية يتمكن العاملون من خلالها بتحسين مهاراتهم التقنية وتنمية قدراتهم للتعامل مع التكنولوجيا الجديدة والتكيف مع التحول الرقمي حتى يحفزهم ذلك على الاستمرارية والابتكار.
  • من الممكن التوسع في الحصول على مواهب تتمتع بالخبرات التقنية في المجال التكنولوجي فلا تقتصر على العاملين في مؤسستك بل قم بالبحث عن تلك المواهب خارج نطاق المؤسسة واستعن بهم وبكفاءاتهم التكنولوجية في إدارة مشاريعك حتى تحقق أهدافك.
  • لكي تحقق تحول رقمي آمن ينبغي أن تتمتع بقدرات عالية في مجال الأمن السيبراني، فتأكد من امتلاكك مراقبة استباقية شديدة تحميك من الاختراقات العالمية لمجلات العمل داخل مؤسستك، وضع لها الميزانية المناسبة فتخفيف المخاطر قد يكلفك الكثير لكن يحميك من الاختراقات التي قد تدمر مؤسستك.
  • إعداد استراتيجية مالية شاملة يجعلك تنفذ التحول الرقمي بالصورة السليمة، فالتحول الرقمي يكلف أموالًا كثيرة لكنه مهم لتنمية أعمالك، لذا ضع في خطتك المالية الشاملة جميع التكاليف المتوقعة والمحتملة وعوائد الاستثمار وأيضًا التكاليف الإضافية التي سيتطلبها التحول الرقمي مع نمو العمل.
  • انخفاض التعليمات البرمجية وهي طريقة أخرى لمواجهة تحديات التحول الرقمي، بمعنى عمل تطبيقات ذات تعليمات برمجية بسيطة وأي موظف يستطيع عمل تلك التطبيقات التي لا تتطلب مهارات عالية لديه كما تمكنه من الاستفادة من التكنولوجيا الجديدة.

ليس من السهل أبدًا تنفيذ التحول الرقمي والعمل بالتقنيات الجديدة فبعد وباء كورونا خسرت شركات كثيرة استثماراتها مما جعلها غير قادرة على الاستثمار في التحول الرقمي فالأمر مكلف للغاية، لكن يمكننا إزالة الحواجز والتغلب على الصعوبات من خلال ترسيخ ثقافة التغيير والعمل على التطوير داخل المؤسسة واستخدام الأساليب المرنة والتقنيات التي تخدم وتحقق أهداف المؤسسة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *