تدريب وحلقات نقاش

العصف الذهني

يعتبر خلق الأفكار باستخدام قوة عقولنا متعة ينبغي ممارستها، يعتمد العصف الذهني على العفوية والتلقائية، مثل طريقة التداعي الحر لفرويد (التفاعل التلقائي للكلمات)، والتي تعتمد على تشارك الأفكار التي تأتي إلى عقلك بمجرد ذكر أي كلمة من قبل المحيطين، وكل فكرة داخل عقلك تبدأ في الدوران وذلك عن طريق الاتصال وهذا ما يحدث في العصف الذهني.

فمثلا حينما نقول للطفل كلمة “قطط” يأتي إلى ذهنه اللون الأسود، العيون الخضراء، الحليب، الفأر، ونبش الأرض بالمخالب.
وأنت ما الذي أتى إلى ذهنك؟

أما لدينا نحن عندما نسمع كلمة “إدارة” يتبادر إلى أذهاننا مشروع، وقت محدد، أصحاب المصلحة، ونجاح محقق.
ويمكن أن يتبادر أكثر من ذلك، أفكار كثيرة لدى كل مَن يشارك في العصف الذهني، ولكل فكرة أهمية وتكون محفزة لفكرة أخرى، ربما لذلك تسمي “عاصفة” فالفكرة تبدأ كواحدة ثم تستمر في الدوران حول نفسها لتخلق أفكارًا عديدة حولها الفكرة الأساسية.

 

طريقة القيام بالعصف الذهني
ينبغي أن تكون عفويًا، لا تسمح بالنقد، ولابد من إعطاء عقلك مساحات من الحرية.
ماذا يحدث بعد ذلك؟
تتخيل أفكار كثيرة وعديدة حول الموضوع الذي تمارس من أجله طريقة العصف الذهني، ثم تبدأ بالحكم على هذه الأفكار، أهي جيدة أم لا؟
يجب عليك كتابة جميع الأفكار التي أتت إلى ذهنك، والبدء في مراجعة كل فكرة لمعرفة مدى فائدتها، ينبغي دراسة الأفكار بوضوح وتركيز حتى لا يذهب مجهودك سدى.
في النهاية يمكنك التوصل إلى الفكرة الصائبة التي تفيدك في موضوعك، وفي إدارة المشاريع يجتمع الفريق ويقوم الجميع بممارسة العصف الذهني وطرح أفكارهم، ثم التوصل للفكرة التي تخدم أهداف مشروعهم.

تقنيات العصف الذهني

أولًا: تقنية المجموعات الاسمية (NGT)
تعتمد هذه التقنية على الديمقراطية والحرية لأن الجميع يشارك ويبذل قصارى جهده خلال وقت معين، ويتم تدوين الأفكار بشكل فردي، ثم قراءتها بصوت عال وتدوينها في مكان يمكن للجميع رؤيته، حتى تتم مشاركة جميع الأفكار مع المجموعة.
تفيد استخدام الرسوم البيانية ولوحات الحائط، ثم يصمت الجميع مرة أخرى حتى يتمكن الفريق من ترتيب الأفكار المكتوبة على السبورة بشكل مستقل.
يتم اختيار الأفكار ذات الأولوية الأعلى لمناقشتها بشكل أعمق ومن ثم اختيار الفكرة التي تحظى بأعلى تصويت من قبل المجموعة.
وتشير العديد من الدراسات إلى أن العصف الذهني باستخدام تقنية المجموعة الاسمية يؤدي إلى نتائج أفضل مقارنة بالطرق التقليدية.
وتعتمد صيغة تقنية المجموعة الاسمية على الاستقلال + الهدوء + الترتيب.

 

مزايا تقنية المجموعات الاسمية (NGT)
* تجنب النقد الهدام والصراع
* أكثر فعالية
* تدعم بيئة التعاون والتشارك المثمر
* إنشاء كمية كبيرة من الأفكار

عيوب تقنية المجموعة الاسمية (NGT)
* تفتقر إلى المرونة في التعامل مع “مشكلة واحدة في كل مرة”
* تحتاج إلى مزيد من الوقت للتحضير قبل المناقشة
* تفتقد جزءًا من العفوية

ثانيًا: تقنية تمرير المجموعة
كل عضو لديه ورقة أمامه، ويقوم الجميع بكتابة فكرة وعند الانتهاء من الكتابة يقوم كل عضو بتمرير الورقة إلى الشخص الذي يجلس بجانبه. عند اكتمال هذا التناوب، يجب أن يكون لدى كل عضو ورقة الشخص الذي يجلس على الجانب الآخر منه، وتستمر هذه العملية حتى يكون لكل عضو ورقة خاصة به أمامه، وهذه من أبسط أساليب العصف الذهني.

ثالثًا: الخريطة الذهنية
هل سمعت عن خريطة الأفكار؟ هذه الخريطة يتم من خلالها دمج الأفكار التي تم إنشاؤها من خلال جلسات العصف الذهني في خريطة واحدة وذلك من خلال رسم المشكلة أو الفكرة في منتصف الورقة ورسم خطوط خارجة منها تكون نهايتها المواضيع أو الأفكار الفرعية بحيث تحيط تلك المواضيع الفرعية بالمشكلة أو الفكرة الرئيسية.
وتوفر هذه التقنية عرضًا مرئيًا يتمكن من خلاله قائد الفريق والأعضاء من مناقشة واستكشاف الأفكار بشكل أفضل والتوصل إلى الفكرة الصحيحة سريعًا.

رابعًا: العصف الذهني الموجه
ويمكن وصف هذه التقنية بالميكانيكية تقريبًا، حيث يتم إعطاء ورقة لكل عضو -يمكن القيام بذلك إلكترونيًا- ويتم إخباره بموضوع العصف الذهني من أجل كتابة فكرة واحدة، ثم يتم تبادل الأوراق عشوائيًا بين الأعضاء، ويكتب -مرة أخرى- كل عضو فكرة ثانية بناء على الفكرة السابقة، وتهدف هذه التقنية إلى وجود العديد من الأفكار وهي تتشابه -نوعًا ما- مع تقنية تمرير المجموعة.

خامسًا: العصف الذهني الإبداعي
ويتم محو جميع الأسباب التي يمكن أن تخلق صراعًا أو خلافًا بين المشاركين في جلسة العصف الذهني، والعمل على تحفيز بيئة التفكير النقدي والإبداعي الحر، حيث يُطلب من الأعضاء التفكير في أفكار مختلفة وإعطاء مساحة لطرح جميع الأفكار حتى الغريب منها، وبذلك يمكن الحصول على وجهة نظر أوسع في التعامل مع الموضوع، ويؤدي هذا الإبداع الجماعي إلى أداء أفضل ومثالي.

سادسًا: العصف الذهني الفردي
ويتضمن -عادةً- تقنيات مثل الكتابة الحرة والتحدث إلى النفس وارتباط الكلمات واستخدام الخرائط لتنظيم الأفكار بشكل مرئي، والعصف الذهني الفردي هو طريقة مفيدة في الكتابة الإبداعية، وبرغم أن العصف الذهني الجماعي أكثر فاعلية في توليد الأفكار، إلا أن العديد من الدراسات أكدت على أن العصف الذهني الفردي ينتج أفكارًا أكثر -وغالبًا أفضل- من العصف الذهني الجماعي التقليدي.

* وينبغي في العصف الذهني ألا نقوم بالدوران حول الفكرة، لكن الأفضل من ذلك توجيه الأسئلة، وتعد تقنية توجيه الأسئلة مفيدة في العصف الذهني لأنها تزودنا بخطة بناء أو إطار عمل للخطط المستقبلية في أعمالنا.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *