رقمنة وذكاء الاصطناعي

الطرق الفعالة لتطبيق الذكاء الاصطناعي في العمل

لقد أصبح للذكاء الاصطناعي دور كبير في إدارة الأعمال التجارية، فنجد العديد من المدراء التنفيذيين يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي في إدارة أعمالهم، ووفقًا لإحدى التقارير فإن 67% من المدراء التنفيذيين يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي سوف يساعد الأشخاص والآلات على العمل من أجل تحسين العمليات، وذلك من خلال الجمع بين الذكاء البشري والاصطناعي.

كما يشير تحليل برايس ووترهاوس كوبرز إلى أن الناتج المحلي الإجمالي العالمي سيرتفع بنسبة تصل إلى 14٪ بحلول عام 2030، وذلك بفضل اعتماد الذكاء الاصطناعي مما يُعد دفعة للاقتصاد بقيمة 15.7 تريليون دولار، والسبب في هذا النمو هو زيادة في الإنتاجية، وزيادة في طلب المستهلك.

والحقيقة التي ينبغي الاعتراف بها أن الذكاء الاصطناعي هو مستقبل الأعمال ويجب على غالبية الشركات تنفيذه -عاجلا أو آجلا- من أجل الحفاظ على قدرتها التنافسية.
ويمكننا توضيح الطرق الفعالة لتطبيقه بنجاح:

أولًا: فهم الفرق بين الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي
ينبغي في البداية أن تعلم الفرق بين كل من الذكاء الاصطناعي AI والتعلم الآلي ML من أجل معرفة التقنية التي يجب عليك استخدامها:

  • الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence يشير إلى قدرة الآلات المبرمجة (أجهزة الكمبيوتر أو الروبوتات) على “التفكير” مثل الناس وتقليد السلوك البشري. غالبا ما يستخدم لوصف الأنظمة الموهوبة بالعمليات الفكرية، مثل الدراسة الذاتية وحل المشكلات.
    يمكن للأنظمة القائمة على الذكاء الاصطناعي استيعاب وتحليل واستخدام الحقائق والمعرفة الفعلية للحصول على مزيد من المعلومات. فعلى سبيل المثال، يستخدم الذكاء الاصطناعي في التعرف على الكلام والصوت والصور.
  • التعلم الآلي Machine Learning هو أحد فروع الذكاء الاصطناعي والذي يمنح أجهزة الكمبيوتر القدرة على التعلم دون أن تكون مبرمجة بشكل صريح، فهو يركز بشكل كبير على استخدام البيانات والخوارزميات.

وبعد توضيح الفرق بين الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، لابد من الإجابة على سؤالين وهما:

كيف يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين فعالية الأعمال؟

* زيادة إنتاجية الموظف من خلال أتمتة المهام والعمليات الروتينية
* تحسين الأنشطة التسويقية من خلال إنشاء محتوى يعكس احتياجات العميل
* توفير الوقت والمال من خلال استبدال الأنظمة اليدوية ببرامج آلية
* تجنب الخطأ البشري الناشئ من المعادلات والتحليلات الرياضية المعقدة
* يمكن للشركات تقديم الحلول المناسبة بفضل الأفكار والرؤى التي تتنبأ باحتياجات العميل
* تعزيز فرص المبيعات وزيادة الإيرادات

كيف يكون الذكاء الاصطناعي غير فعال؟

برغم أن الذكاء الاصطناعي لديه العديد من نقاط القوة، إلا أنه يجب تطبيقه في إطار معين، لذا ينبغي أن تدرك ما الذي لا يستطيع الذكاء الاصطناعي القيام به؟

  • برمجة التطبيقات: على الرغم مما تقوله هوليوود من أن الآلات لا تستطيع برمجة نفسها.
    وفي عمل فريد بروكس “شهر الرجل الأسطوري” تم توضيح أن برمجة التطبيقات تتضمن فهم ومعرفة تعقيدات العالم الواقعي، والذكاء الاصطناعي لا يستطيع فعل ذلك لأنه لا يستطيع فهم واقعنا.
  • إنشاء محتوى برغم أن الذكاء الاصطناعي يمكنه إنشاء محتوى باستخدام البيانات. لكن لا يمكن أن يكون محتوى إبداعيًا ككتابة نثر خيالي.
  • اتخاذ قرارات أخلاقية لا تمتلك الآلات مشاعر فهي تفتقد الضمير، لذا لا يمكننا السماح لها بإصدار أحكام أخلاقية للناس.
  • اتخاذ القرارات: مع العلم أن الذكاء الاصطناعي يقدم لنا مساعدات، لكن لا يمكن أن يحل محل البشر، فلا يمكننا أن نثق في الذكاء الاصطناعي لاتخاذ القرارات نيابة عنا، فهو لا يزال عرضة لارتكاب الأخطاء.
  • الابتكار والاختراع: يمكن الذكاء الاصطناعي التعلم من البيانات، لكن قدرته محدودة فلا يمكن أن يأتي بحلول أو أفكار جديدة.

” يشبه الذكاء الاصطناعي النبات الاصطناعي، إنه يعطي العديد من الفوائد لكنه ليس الشيء الحقيقي”

ثانيًا: تحديد احتياجات العمل
ينبغي أن تقوم بتحديد المشكلات التي تريد حلها من خلال الذكاء الاصطناعي، وللقيام بذلك حاول الإجابة على هذه الأسئلة:

  1. ما هي النتيجة (النتائج) التي تريد رؤيتها؟
  2. ما هي العقبات الرئيسية التي تحول دون تحقيق هذه النتائج؟
  3. كيف يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدتك في نجاح أعمالك؟
  4. كيف ستقيس النجاح؟
  5. ما هي البيانات التي لديك اليوم، وما هي البيانات الإضافية التي تحتاجها؟

ستساعدك الإجابات على هذه الأسئلة على تحديد احتياجات عملك.

ثالثًا: تحديد الدوافع الرئيسية التي تريدها
حيث ينبغي تحديد الفوائد التجارية والمالية المحتملة لمشروع الذكاء الاصطناعي الخاص بك، يجب أن تفكر في جميع عمليات تنفيذ الذكاء الاصطناعي الممكنة ومحاولة ربط كل مبادرة بعوائد ملموسة، ويمكنك ذلك من خلال التركيز على الأهداف قصيرة المدى وتوضيح القيمة المالية أو التجارية بأفضل ما يمكنك.
وبعد تحديد أهدافك ينبغي رفع القيمة لعملائك وتحسين إنتاجية العاملين.
لا تقوم بالتقليد بل عليك أن تختار الأعمال التي يمكن أن تطبق عليها أدوات الذكاء الاصطناعي حتى تستطيع تعزيز عملياتك على المدى الطويل.

 

رابعًا: تقييم قدراتك الذاتية
قد يكون هناك فجوة بين ما تريد تطويره وما يمكنك تحقيقه بالفعل في إطار زمني معين، لذا بعد أن تقوم بتحديد أولوياتك، عليك تحديد الطريقة الأفضل التي تناسبك فإما أن تكون حل جديد باستخدام مواردك، أو شراء منتج جاهز، أو التعاون مع شريك لتطوير مشروعك الذكاء الاصطناعي، أو الاستعانة بمصادر خارجية لعملية تطوير الذكاء الاصطناعي بأكملها.

خامسًا: استشارة متخصصين
قد تمتلك فريق مطور يتمتع بمهارات عالية، لكن لابد من استشارة المتخصصين في هذا المجال، لأن الذكاء الاصطناعي هو تخصص يصعب تعلمه، ويتطلب الكثير من الخبرة ومجموعة معينة من المهارات لإنشاء خوارزميات يمكنها تعليم الآلات التفكير وتحسين سير عملك.
كما يمكنك الاستعانة بوكالة متخصصة في البيانات الضخمة الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي. فهي بجانب المعرفة والخبرة التي تمتلكها، لديها أيضًا عملية يمكن أن تساعد في تجنب أي أخطاء، سواء في التخطيط أو الإنتاج.

سادسًا: إعداد بياناتك
لا يعمل الذكاء الاصطناعي الخوارزميات إلا عندما تكون لديك فكرة ثابتة عما تحاول تحقيقه، لذا ينبغي أن يكون لديك بيانات عالية الجودة وواضحة أيضًا بمعنى أن تكون مجموعة البيانات خالية من المعلومات غير المتناسقة، دقيقة.
حتى الخوارزميات الأكثر تقدمًا في العالم لا يمكنها أن تمنحك النتائج التي تريدها إذا لم تزودها ببيانات عالية الجودة، لهذا السبب تحتاج إلى تنظيم مجموعة البيانات الخاصة بك وتحديثها بشكل متكرر.
فالاستثمار في جودة بياناتك أمر يستحق العناء دائما، فكلما زادت البيانات لديك، كان الذكاء الاصطناعي أفضل.
تذكر جيدًا أن تبقي بياناتك آمنة بعد القيام بإعدادها، لذا اهتم بأن تكون البنية التحتية لديك قوية.

* بعد تلك الخطوات تصبح جاهزًا لتطبيق الذكاء الاصطناعي، لكن ابدأ بمجموعة صغيرة من البيانات واستخدم الذكاء الاصطناعي لإثبات القيمة التي تريدها.، وحاول الحصول على دعم كامل من أصحاب المصلحة.
يمكنك التقدم لمعرفة مدى جودة أداء الذكاء الاصطناعي مقابل مجموعة بيانات جديدة ثم البدء في وضع الذكاء الاصطناعي للعمل على المعلومات التي لم تستخدمها من قبل.
كما تستطيع التحول من المشاريع منخفضة التكلفة والمخاطر إلى مبادرات أكثر طموحا، لكن بعد التأكد مما إذا كانت استراتيجيتك الأولية مناسبة للتوسع (أو إذا كنت بحاجة إلى تغيير نهجك، يمكن أن تكون هذه الدروس المبكرة حاسمة للقضاء على الأخطاء المستقبلية المكلفة.

* يعتبر إدخال الذكاء الاصطناعي في أعمال أي مؤسسة عمل صعب وشاق لكنه يستحق، فهو يتطلب المعرفة الكافية ومزيدًا من الوقت والدقة العالية.
ومن أجل تنفيذه بنجاح ينبغي أن تركز على القيمة التي ستحققها من خلاله وتحديد الأعمال التي تحتاج لاستخدامه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *