تدريب وحلقات نقاش, تطوير شخصي ومهني

الخوف من الفشل أساس الكسل والتسويف

أولًا: الأسباب الشائعة للمماطلة
هناك العديد من الأسباب التي تجعلنا نماطل ونؤجل أعمالنا ومن هذه الأسباب:

  • أن نرى المهمة صعبة ونحكم عليها دون البدء فيها ونقوم بتأجيلها.
  • البعض يميل إلى ممارسة ما هو ممتع فقط وقضاء وقت كبير فيما لا نفع فيه.
  • عدم معرفتك من أين تبدأ ووضع خطة مناسبة لإنجاز مهامك يجعلك تؤجلها
  • تريد أن تكون مثاليًا وأن يصل عملك لدرجة الكمال فتأخذ وقتًا كبيرًا في الاستعداد وتماطل في العمل بحجة أنك تستعد لتصبح الأفضل.

نرى أن هذه الأسباب ليس لها علاقة بالخوف، فربما تماطل لأنك تشعر أن النجاح ليس مجزيًا بما يكفي، وهذه هي مهمة مديري المشاريع أن يحفزوا العاملين على النجاح وتحقيق الأهداف، ويجعلون لنجاحهم قيمة ويعطون مقابل مجزي يجعلهم يرغبون في العمل وإنجاز المزيد من المهام.

 

ثانيًا: علاقة الخوف بالمماطلة والتسويف
نحن دائمًا نشعر بالخوف في الحياة عمومًا، نخشى المستقبل ونخاف من غدًا، بل البعض منا يكاد يكون خوفه مرضًا لابد من علاجه، وهنا نتحدث عن خوفنا من الفشل والذي يرجع في بعض الأحيان لعدم ثقتنا في أنفسنا، وكي نتغلب على هذا النوع من الخوف يمكننا الحصول على دورات في التنمية الشخصية وتطوير الذات، فالخوف من الفشل يؤدي حتمًا إلى الفشل، وتأجيل الأعمال بسبب الخوف يقضي على مستقبلنا المهني، لذا كن متحمسًا وتحلى باليقين وثق في قدراتك ومهاراتك وسوف تتغلب على الخوف وتنتصر على ذلك العدو.
يأتي الخوف عندما تتولى أعمالًا عظيمة ومع الوقت ترى أنك لا تستطيع إنجازها وتخشى أن تفشل في إتمامها بالشكل المطلوب، فتختلق الأعذار وتبرر تسويفك وتتوقع نتائج سلبية فقط، فتختار الابتعاد وعدم الاجتهاد، ثم تنتظر إلى أن تتحسن الأمور ولا ترى أنك أنت من تصعبها ولا تتغلب على خوفك وتبدأ في إنجاز مهامك.

 

ثالثًا: أسباب الخوف من الفشل
من أسوأ الأحاسيس التي نشعر بها هو الخوف عمومًا، والخوف من الفشل خاصة، ونظل مترقبين وقوع الفشل وما ينتج عنه، نحن نخاف من الفشل لأسباب عديدة منها:

  • قد يجعل الفشل الحياة أكثر صعوبة نتيجة وقوعه.
  • الفشل يعني ارتكاب أخطاء والخطأ حين يتم تصحيحه ربما ينفق الكثير من الأموال.
  • الفشل يعني نظرة الآخرين إلينا نظرة تقليل من مجهودنا، لذا نخشى الفشل.

ربما نرى بذلك أن التسويف منطقي والمماطلة مقبولة، فالخوف من الفشل والخسارة يجعلنا نتوقف ولا نستمر ونؤجل كل الأعمال مخافة الوقوع في مخاطر الفشل.

 

رابعًا: أسباب الفشل وطرق التغلب عليه
قد يؤدي الخوف من الفشل إلى التسويف، ويجعلك تماطل وتتراجع عما يجب عليك فعله، فاكتشاف الخوف بداخلك ووضع يدك على أسباب الفشل هو أولى خطوات التغلب عليه والسير لتحقيق أهدافك:

  • اختلاق الأعذار: حين تذهب إلى عملك صباحًا وتتأخر بسبب الازدحام المروي -مثلا- ويسألك رئيسك عن سبب التأخير، فتُرجع السبب إلى حركة المرور وتعلق فشلك على الازدحام، لكن كان عليك إيجاد الحلول كأن تسلك طريقًا آخر ليس مزدحمًا، أو تخرج من منزلك قبل ميعاد العمل بوقت كافٍ.
    أنت تماطل ولا تتحمل المسئولية وتلقي باللوم على أشياء يمكنك التغلب عليها لأنها ليست هي سبب فشلك، يجب أن تكون صريحًا واضحًا مع نفسك، لا تعلق أسباب فشلك على الظروف أو الآخرين.
    حين تخبر الجميع بأهدافك وطموحاتك للعام الجديد وتبدأ في تحقيقها ربما تجد صعوبة فتؤجلها، وحين يسألك الناس عنها تختلق الأعذار وتبرر تأجيلها وتبعد السبب عنك حتى يراك الآخرون دومًا ناجحًا، لكن لن تستمر ناجحًا في رأيهم لأن الحقيقة يومًا ستُكتشف ويرى الآخرون أن مماطلتك سبب فشلك لذلك تغلب على التسويف وانتصر لهدفك.

 

  • التقليل من قيمة النجاح: إذا بدأت في عمل مهم يحقق لك أهدافًا ترغب فيها، ثم وجدت نفسك لا تستطيع استكماله فماذا تفعل؟
    ستحاول إقناع الآخرين أن هذا العمل لا قيمة لنجاحه وأنك لم ترغب في الإقبال عليه، فأنت تنفصل عن الهدف، وترى السبب في ذلك صعوبة تحقيق الهدف، وهذا بالطبع خطأ فادح ترتكبه في حق نفسك؛ لأن تحقيق هدفك يعنى نجاحك أنت.

 

  • خيبة الأمل والظن: حين نقبل على أداء المهام بحماسة ونقاوم المماطلة، نجد في النهاية تقليل الجهد الذي بُذل وسوء تقدير لنا، هذا الأمر يشعرنا بالإحباط وخيبة أمل لما توقعناه، وهذا يجعلنا نسوف ونماطل.

 

  • جعل مستويات للنجاح: في كل مرة تتولى مهمة مشروع لا تُشعر نفسك بأنك مبتدئ، تذكر مدى النجاح الذي حققته في المشروع السابق، وقم بتسليح نفسك بمزيد من الإمكانات والمهارات والخبرات، وابدأ مشروعك ستجد أنك حققت مستوى نجاح أعلى.

 

  • لا ترغب في المثالية: تؤجل أعمالك وتماطل وتدعي أنك تفكر في الوصول للمثالية والكمال وهذا طريق آخر للفشل، لذلك قم باستغلال كل ساعة في العمل دون التفكير في كيفية الوصول للمثالية، لأن هذا الأسلوب يؤدي إلى التسويف وتعطيل الأعمال، ربما وضع توقعات أقل يؤهلك للعمل بشكل أفضل، فنسمع دائمًا من الشخص الذي تفوق تلك العبارة “لم أكن أتوقع أني سأحقق كل هذا”.
  • لا تحصر نفسك في أشياء غير واقعية: أثناء أدائك مهمة العمل تفكر في أن لديك وقت قليل على الموعد النهائي لتسليم العمل، ولا ترغب في حدوث أخطاء، لأنه إذا حدث خطأ ستكون النتائج سيئة، كل هذه الأمور تشعرك بصعوبة المهمة وتقلل من حماسك ونشاطك وتجعلك تقبل على التأجيل بأريحية تامة.
    اجعل تفكير في الاتجاه الإيجابي بقولك لنفسك أن الوقت المتبقي سأستطيع من خلاله إتمام المهمة وسوف أصحح أي خطأ قد يرد، لا تقلق ولا تخف حتى لا تُسوف، ستحقق نجاحات عظيمة بإذن الله.

 

  • كن مستعدًا: عند البدء في المهمة لا تهدر وقتًا في التفكير وتؤجل العمل لتكون الأفضل، إن الطريقة المثلى لجعلك الأفضل هي أن تكون مستعدًا قبل البدء دومًا، فإذا توليت مهمة قائد مشروع ابحث عن صفات القائد، وكيف يختار أعضاء الفريق بعناية مما يحقق النجاح، فالاستعداد المسبق يوفر كثيرًا من الوقت والجهد.

 

  • مارس هواية أو رياضة: ربما أنت من الأشخاص الذين لا يستطيعون مقاومة خوفهم من الفشل ويلجئون إلى التسويف دائمًا، لكن هناك طريقة فعالة تشتت بها انتباهك عن التفكير في الفشل والخوف منه وهي ممارسة رياضة تحبها أو هواية مفضلة لك، سوف تجعل عقلك في حالة راحة وكأنك تقوم بشحنه طاقة إيجابية من جديد تتمكن من خلالها إنجاز العمل بصورة حقًا مثالية.

 

 

 

  • كيف تجعل من الخوف حافزًا للنجاح

من أصعب العقبات التي تواجهنا في طريق النجاح هو الخوف من الفشل وعدم الوصول إلى الأهداف، لكن بمقدرتك أن تسمح للفشل بأن يكون أول درجة على سلم النجاح والصعود، تقبل الفشل وتقبل الأخطاء التي أدت إليه، صارح نفسك حاول تجنب الأخطاء، ضع يدك على نقاط القوة بداخلك وطور نفسك وحسن من مهاراتك، لا تكن تقليديًا قم بالإبداع وابتكر وأوجد أفكارًا جديدة خارج الصندوق، تيقن أن السقوط هو بداية النهوض والنجاح بل والوصول إلى القمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *