المنطق والقرار الاداري

ارتباط الأمن السيبراني بإدارة المخاطر

لقد أحدث التحول الرقمي السريع فوائد عديدة للشركات الحديثة، لكنه أيضًا أدى إلى زيادة المخاطر السيبرانية، فاليوم تحتاج جميع الشركات إلى خطط واستراتيجيات قوية لتعزيز الأمن السيبراني وإدارة المخاطر من أجل حماية بياناتها وأنظمتها، وبدون خطة قوية لإدارة مخاطر الأمن السيبراني قد تحدث خسائر فادحة، فالتكلفة العالمية لخرق البيانات تبلغ 4.35 مليون دولار.

الأمن السيبراني

الأمن السيبراني هو ممارسة حماية الأجهزة والشبكات والأنظمة والبرامج المتصلة بالإنترنت من الهجمات الرقمية الضارة. تهدف الهجمات الإلكترونية عادة إلى الوصول إلى المعلومات الحساسة أو تغييرها أو إتلافها، ومقاطعة العمليات التجارية العادية.
وفقًا لدراسة Check Point فقد ارتفعت الهجمات الإلكترونية العالمية بنسبة 28٪ في الربع الثالث من عام 2022 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ويبلغ العدد الأسبوعي للهجمات لكل مؤسسة حوالي 1130.
وبسبب تدهور حالة الأمن السيبراني، تحتاج الشركات إلى تنفيذ الأمن السيبراني السليم للحفاظ على أمان مؤسساتها من اختراق محتمل.

إدارة المخاطر

تقوم إدارة المخاطر بتحديد المخاطر القانونية والمالية والأمنية وتعمل على تقييمها والتحكم فيها، وتأتي تلك المخاطر من مصادر متعددة كالأخطاء الإدارية والحوادث والكوارث الطبيعية، فمثلا قد تفاجأ مؤسستك بوقوع حادث غير متوقع، قد تكون نتائجه تكاليف بسيطة، وقد تتجاوز التكاليف وتتحمل المؤسسة أعباءً تؤدي في بعض الأحيان إلى التوقف عن العمل، لذلك تعمل المؤسسة على تقليل الخطر من خلال تنفيذ خطة متسقة واستراتيجية متكاملة لتحديد المخاطر وإدارتها بصورة صحيحة.

العلاقة بين الأمن السيبراني وإدارة المخاطر

يعد الأمن السيبراني وإدارة المخاطر من بين أفضل طرق الحماية من المخاطر المختلفة، لكن ما هي العلاقة بين الأمن السيبراني وإدارة المخاطر؟ هما يشتركان في أنهما خطتان لحماية أصول الشركة وعادة ما يتم إنشاؤهما باستخدام خطوات متشابهة، ويتم الجمع بين الأمن السيبراني وإدارة المخاطر لإعداد خطة إدارة مخاطر الأمن السيبراني، وأهم الطرق لإعداد الخطط هي:

* تحديد أهم الأصول الرقمية
أول شيء يجب فعله عند إعداد خطة لإدارة مخاطر الأمن السيبراني هو تحديد الأصول الأكثر قيمة للمؤسسة، وقد تشمل أجهزة الكمبيوتر والأجهزة المحمولة والشبكات والأنظمة والأصول الرقمية الأخرى التي قد تستهدفها الجهات المهددة، ينبغي عليك تحديد أصولك الرقمية التي يمكن أن تصبح أهدافا لمجرمي الإنترنت، إما بسبب قيمتها أو ضعفها، وقم بإنشاء قائمة بهذه الأصول مع تحديد الأكثر ضعفا والأكثر أهمية في أعلى قائمتك، ستكون هذه القائمة مفيدة لذلك يجب التركيز عليها أكثر.

* تدقيق بياناتك وملكيتك الفكرية وإجراء تقييم للمخاطر السيبرانية
يُعد تدقيق البيانات أهم الخطوات في إنشاء خطة إدارة مخاطر الأمن السيبراني، لأن تدقيق بياناتك وملكيتك الفكرية تساعد على تحديد النوع الدقيق للبيانات التي تجمعها، ومكان تخزينها (سحابي أو محلي)، والأشخاص الذين لديهم حق الوصول إلى تلك البيانات، وتكلفة استعادتها في حالة فقدها أو سرقتها، ينبغي التأكد من تحديد الأصول الرقمية مثل التطبيقات والبرامج، وعند الانتهاء من التدقيق، قم بإجراء تقييم للمخاطر السيبرانية لتحديد الأنواع المختلفة من أصول المعلومات، مثل البرامج والأجهزة وبيانات العملاء، التي يمكن أن تتأثر في حالة حدوث خطر أو وقوع حادث إلكتروني.

* تقييم مستويات الأمان والتهديد لديك
ينبغي عليك تحديد وضع عملك من حيث الأمن السيبراني والمخاطر/ التهديدات المحتملة من خلال إجراء تقييم أمني وتقييم للمخاطر، تركز تقييمات الأمان -عادة- على تحليل الأجهزة والبنية التحتية للتخزين والشبكات، بينما تركز تقييم التهديدات على من يرغب في مهاجمة عملك ونواقل التهديدات التي قد يستخدمونها.

* إنشاء لجنة لإدارة مخاطر الأمن السيبراني
ينبغي العمل على إعداد لجنة لإدارة مخاطر الأمن السيبراني، وعادة ما تكون تحت قيادة كبير مسئولي أمن المعلومات (CISO)، والذي يقوم بتعيين فرق مختلفة ووظائف فردية لإدارة المخاطر المحتملة التي قد تواجهها مؤسستك والتخفيف من حدتها، كما يجب على اللجنة مراقبة المخاطر الحالية وأن تستمر في متابعة احتياجات الأمن السيبراني للأعمال.

* أتمتة مهام التخفيف من المخاطر والوقاية منها
نلاحظ أن 95٪ من خروقات البيانات ناتجة عن خطأ بشري، لذلك العمل على إنشاء  جدار حماية بشري عن طريق أتمتة مهام التخفيف من المخاطر والوقاية منها هو أمر حيوي عند إنشاء خطة للأمن السيبراني وإدارة المخاطر، لأن أتمتة هذه المهام توفر الوقت والمال، وتقلل من الخطأ البشري، وترفع الكفاءة في مكان العمل.
وكانت معظم المؤسسات تعتمد على تحليلات البيانات وأدوات الأتمتة للتخفيف من المخاطر والوقاية منها، لكن كل هذه البرامج ليست فعالة، لذلك يجب عليك إجراء بحث مكثف لاختيار حل سهل الاستخدام. وينبغي الاستفادة من بيانات الوقت الفعلي لتحليل المخاطر الحالية والناشئة.

* إعداد خطة فعالة للتعامل مع الحوادث
وهذه الخطة تعتمد على مجموعة من التعليمات المصممة لمعالجة تهديدات الأمن السيبراني المختلفة، بما في ذلك خروقات / فقدان البيانات وانقطاع التيار الكهربائي والجرائم الإلكترونية والحوادث الأخرى التي قد تؤثر سلبًا على إنجازك مهامك، وتساعد هذه الخطط العاملين على تحديد الأحداث السيبرانية المختلفة والاستجابة لها والتغلب عليها بشكل أكثر فعالية.

* تثقيف العاملين حول أفضل ممارسات الأمن السيبراني

ومن أفضل الطرق التي تسهم في تعزيز دفاعك في منع الاختراق هي توفير التدريب على التوعية بالأمن السيبراني للعاملين، حتى يكونوا على معرفة وإدراك بأهم الإجراءات التي يجب اتخاذها عندما يواجهون تهديدًا معينًا، وبذلك تقل فرص فشل خطة إدارة المخاطر السيبرانية الخاصة بك، فيجب على الشركات أن تعطي الأولوية للتدريب على التوعية بالأمن السيبراني وتركيز البرامج على معالجة التهديدات التي قد تواجهها، مثل التصيد الاحتيالي والبرامج الضارة وبرامج الفدية.

 

في بيئة الأعمال المليئة بجميع أنواع المخاطر أصبح الأمن السيبراني وإدارة المخاطر أمرًا بالغ الأهمية، وباتباع الخطوات السابقة تتمكن من عمل سليمة لإدارة مخاطر الأمن السيبراني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *