تطوير شخصي ومهني

إجراء تغيير مهني في سن الأربعين

في السنوات الماضية كان الكثير من العاملين يظلون في وظائفهم حتى يبلغوا سن التقاعد، لكن أصبحت هذه القاعدة تنطبق على القليل بل القليل جدا، وأصبح الانتقال من وظيفة إلى أخرى هي السمة الغالبة في الحياة العملية، وبرغم صعوبة التغيير والانتقال إلى وظيفة أخرى في هذا السن إلا أن الأمر الأكثر صعوبة هو الذهاب يوميًا إلى بيئة عمل لا ترغب فيها ولا تحصل على الرضا والسعادة داخلها.
ولا نقول إن الانتقال أمر يسير فقد يحمل بعض الصعوبة رغم تيقنك من اتخاذ تلك الخطوة ورغم الثقة بمهاراتك، لكن تكمن سهولته في قدرتك على الاستفادة من سنوات خبرتك الماضية وإيجاد الوظيفة الأنسب لك، أما صعوبته فتكون حينما يكون لديك التزامات مالية واحتياجات أساسية.

الإيجابيات والسلبيات للتغيير الوظيفي في سن الأربعين

أهم الإيجابيات هي أن زيادة الثقة في هذا العمر تجعل التغيير أكثر سهولة، وحتى لو كنت بحاجة إلى إعادة تدريب أو تطوير فأمامك عدة سنوات تتمكن خلالها من تطوير نفسك.
دائمًا ما يحب الإنسان التغيير بشكل عام في حياته لما يعود عليه من فوائد نفسية وجسدية، لذا من الجيد أن يقبل الإنسان على الانتقال إلى وظيفة أخرى في هذا السن حتى لا يشعر بأزمة منتصف العمر فالتغيير يجعله يجدد نشاطه ويعمل بشكل أكثر إيجابية.

أما السلبيات تكمن في صعوبة التعامل مع التغيير لوجود أطفال ومسئوليات كثيرة ربما تتأثر بخطوة الانتقال، قد يكون لديك التزامات مالية ونفقات سنوية يجب تسديدها فيصبح الانتقال صعب وربما يعود بالسوء على حياتك الشخصية لأنك تحتاج إلى استراحة وإجازة تفكر فيها في الوظيفة الأنسب لك في تلك المرحلة من عمرك.

الكثير يؤكد أن التغيير المهني في هذا السن أمر جيد للغاية، فقد اكتسب العاملون الكثير من الخبرة والكفاءة وأصبحوا أكثر نضجًا ومعرفة بسوق العمل وهذا يمكنهم من الانتقال الناجح إلى وظيفة أخرى تزيد من خبراتهم ومهاراتهم وتجعلهم على مستوى أعلى من الارتقاء في الحياة العملية.
وإذا كنت تنوى التقاعد عند سن 65 فأمامك 25 عامًا تستطيع من خلالها البحث عن وظيفة أنسب تجلب لك الرضا والسعادة.

لكن قد يختلف البعض مع سهولة التغيير المهني ويراه أمرًا صعبًا ويبرر ذلك بسبب وجود العديد من المسئوليات التي تحتاج إلى أجر ثابت شهريًا ومكافآت سنوية وعدم المغامرة والانتقال إلى وظيفة أخرى ربما تكون مجهولة في بعض جوانبها.
فالأشخاص الذين بلغوا سن الأربعين يجدون صعوبة أكبر في تغيير وظائفهم عن الأشخاص الذين في عمر الثلاثين، لأن سن الأربعين يتحمل الشخص العديد من المسئوليات، وقد أفادت الرابطة الوطنية للوسطاء العقاريين أن متوسط عمر مشتري المنازل لأول مرة كان 33 عاما في عام 2021.
كما أشارت إحدى الدراسات التي أجراها مكتب إحصاءات العمل أن الذين تتراوح أعمارهم بين 35 إلى 44 عاما ينفقون ما يقرب من 10,000 دولار سنويًا، وهم أكثر من أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و 34 عاما، حيث نجد ارتفاع ملحوظ في متوسط النفقات بمقدار 2000 دولار أخرى للفئة العمرية 45-54.

 

ولكي تقوم بإجراء التغيير عليك تقوية عزيمتك والتغلب على أي صعوبات قد تواجهك، يمكنك تقييم ذاتك في هذه المرحلة العمرية ربما تكتشف نفسك من جديد وتعرف في أي مكانة أنت الآن بمهاراتك وخبراتك، ثم ابحث عن الوظائف المناسبة والتي تتطلب خبراتك وقم بإدراجها في قائمتك واحصل على المعلومات الكافية حولها للتأكد من درجة مناسبتها لك، فلست بحاجة إلى الإنفاق على دورات تدريبية في ظل المسئوليات الأسرية والارتباطات المادية، لذا ابحث عن مهنة تتوافق مع مهاراتك ولا تطلب الكثير من الإعداد أو التعليم الإضافي حتى تنتقل للعمل سريعًا.
ونلاحظ أنه لا يوجد وظيفة محددة تناسب هذا العمر، فلكل شخص وظيفة تناسبه ويستطيع أن يثبت فيها ذاته وينجح.

 

قد يفكر البعض في سبب الانتقال إلى وظيفة أخرى وهو ليس بحاجة إلى التدريب والتعلم وإنفاق الجهد والمال، لكن في ظل تعدد المجالات واتساع دائرة سوق العمل فيمكنك الاستفادة من عملك السابق وتوظيف خبراتك ومهاراتك في الوظيفة التي ستنتقل إليها، وتستطيع استخدام كل ما اكتسبته والعمل به في وظيفتك الجديدة وبالتالي فمؤكد لك النجاح وتحقيق الأهداف.
كما يمكنك استخدام مهاراتك القابل للتحويل لأنها ستساعدك على الانتقال بسرعة أكبر وجهد أقل، في وقت لا ترغب فيه بإهدار الوقت والمال والطاقة.

لكي تثق في نجاح خطوتك نحو تغيير وظيفتك عليك جمع المعلومات حول الوظيفة التي ترغب في شغلها، وأهم متطلباتها والتوقعات الاقتصادية لها ومتوسط الأرباح، والتأكد من أن راتب الوظيفة سيكفي احتياجاتك بل وتدخر منه وتخصص جزءًا للاستمتاع والرفاهية، وعند الانتهاء من جمع كل البيانات والمعلومات تستطيع أن تحسن اختيار الوظيفة الأنسب لك والتي يمكنك من خلالها تحقيق أهدافك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *