المنطق والقرار الاداري

أهمية الذكاء العاطفي في إدارة المشاريع

يُعد الذكاء العاطفي إدراكًا وفهمًا للعواطف، فالشخص الذي يتميز بالذكاء العاطفي تكون لديه ملكة التعرف على مشاعره ومشاعر الآخرين حوله، وهذا يساعده -بالطبع- على الاستفادة من فهم تلك المشاعر، فالذكاء العاطفي يعني أن تستوعب ما تعنيه نفسك وعاطفتك حتى تقوم بإخضاعها لك.

ويرى دانيال جولمان وهو مؤلف وأخصائي نفسي، أن الذكاء العاطفي قدرة الإنسان على التعامل الإيجابي مع نفسه والآخرين، فالذكاء العاطفي الذي يمكن تدريسه وتنميته، لا يقل أهمية عن معدل الذكاء للنجاح.

ونجد أن مديري المشاريع ينبغي أن يتمتعوا بمهارات عالية من أجل اتخاذ القرارات الصحيحة التي تؤدي إلى نجاح مشاريعهم، مثل القدرة على تنظيم أنشطة المشروع، وتلبية معالم المشروع، وإكمال المشروع وفقًا للميزانية، ومن أهم تلك المهارات الذكاء العاطفي.
فالقادة الذين يمتلكون مهارة الذكاء العاطفي يساعدون على توفير بيئة العمل الإيجابية، والتي يشعر فيها الفريق بالحرية في التعبير عن آرائهم ومقترحاتهم، ويجعلهم يبدعون في إنجاز أعمالهم، وتصبح إنتاجيتهم على مستوى أعلى، وهؤلاء القادة وفقًا للأبحاث والدراسات هم الأكثر نجاحًا في إدارة مشاريعهم وأعضاء فريقهم، بالإضافة  إلى وجود مهارات أخرى مثل التخطيط والمهارات التنظيمية (إدارة الوقت، تنظيم الموارد، إدارة الأولويات، والجدولة)

وتتضح أهمية الذكاء العاطفي في:
* بناء قنوات اتصال فعالة بين أعضاء الفريق
* تحسين التعاون بين الأعضاء أثناء أدائهم لمهام المشروع
* القدرة على إدارة النزاعات والمشكلات داخل بيئة العمل
* التمتع بالإدارة الناجحة لذوي العلاقة ( أصحاب المصلحة) Stakeholders
* تبادل الآراء ووجهات النظر بكل احترام وتقديم النقد البناء

 

 

أما عن العناصر الرئيسة للذكاء العاطفي فهي:

الوعي بالذات: لابد من معرفة نقاط ضعفك وقوتك من أجل فهم آثارها على قراراتك والعمل على تحويل نقاط الضعف إلى قوة، حتى تتمكن من فهم مشاعر الآخرين.

التحكم في مشاعرنا: في بعض الأحيان لا نستطيع التحكم والسيطرة على عوطفنا، لكن يمكننا توجيه المشاعر السلبية وجعلها إيجابية.

التعاطف: يعتبر التعاطف مع الآخرين من أهم عناصر الذكاء العاطفي، فإحساسك بمن حولك يجعلهم على ثقة بك، كما يجعلك على معرفة بالوقت المناسب لاتخاذ القرارات، والتعاطف مع حالتهم النفسية يؤدي إلى رفع معنوياتهم.

المهارات الاجتماعية: لابد من توفر المهارات الاجتماعية لدى أي مدير مشروع ناجح، لأن من مسئولياته التواصل مع العاملين وذوي العلاقة ( أصحاب المصلحة) Stakeholdersوالتعامل معهم باستمرار، لذا يجب التحلي بتلك المهارات من أجل أداء المهام بكفاءة واحترافية.

وبالإضافة إلى ذلك فالدوافع الذاتية والحافز يجعل العاملين يبذلون أقصى ما في وسعهم من أجل تحقيق المجد والحصول على الترقيات في وظائفهم، كما تعمل زيادة الرواتب ومنح المكافآت على تحفيز العاملين على أداء مهامهم بكفاءة أكثر.

ومن أهم الأساليب التي تساعد على تحسين ذكائك العاطفي هي:
* مراقبة سلوك الأشخاص الناجحين ومحاولة تقييم مشاعرهم تسهم في تحسين مهارة الذكاء العاطفي.
* لابد من الإدراك الكامل لنقاط القوة والضعف لديك، فالفهم الحقيقي لقدراتك يساعدك على تحسينها، كما أن تنمية مهاراتك الفنية والإدارية تعمل على دعمك في استخدام الذكاء العاطفي أثناء القيادة
* ينبغي أن تتمتع بالقدرة على التحدث بلغة سليمة ومفهومة، واختيار الكلمات المناسبة في التعامل مع الآخرين، ويمكنك أن تصمت عندما لا تتوفر لك المعرفة الكاملة حول الموضوع.
* حاول توطيد علاقاتك بأعضاء الفريق لرفع إنتاجيتهم، وإدارة ذوي العلاقة ( أصحاب المصلحة) Stakeholdersحتى يمكنك الحصول على دعمهم.
* يمكنك طرح تساؤلات للمحيطين بك عن اهتماماتهم وإقامة حوارات خارج نطاق العمل، لأن ذلك يساعد في تحسين الذكاء العاطفي.

  • الذكاء العاطفي مهم جدا في إدارة المشاريع لأنه يساعد مديري المشاريع على تحسين التواصل والتعاون في بيئات العمل اليومية، فالذكاء العاطفي من المهارات التي يمكن تعلمها وتنميتها.
    فأنت كمدير مشروع يمكنك تحسين نفسك من خلال التحكم في مشاعرك وعواطفك وتطوير سلوكيات إيجابية للتأثير على الأشخاص في مكان العمل.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *