توجية وارشاد مشاريع

أهمية الحزم في العمل

يُعد الحزم من مهارات الاتصال التي تعتمد على الثقة بالنفس والقدرة على الدفاع عن كل ما تؤمن به وإيصال وجهة نظرك بهدوء مع احترام حقوق الآخرين.
وعندما تكون شخصية حاسمة، فإنك تستطيع أن توازن بين رغباتك واحتياجاتك وحقوق واحتياجات الآخرين.
وعلى سبيل المثال، عند ارتكابك خطأ يعقد مديرك اجتماع ويناقش خطأك أمام الجميع، التصرف بحزم في ذلك الموقف يكون بانتظارك حتى ينتهي الاجتماع وتنفرد بمديرك وتخبره بألا يفعل ذلك مرة أخرى فعند حدوث خطأ يجتمع بك فقط وتناقشا الأمر وتحاولا إيجاد حل دون معرفة الجميع بذلك، حتى لا تواجه ضغوطات مرة أخرى.

وتكمن أهمية الحزم في أنه يساعد على كسب احترام الآخرين، وزيادة احترامك لذاتك وتقليل القلق والتوتر، وقد أوضحت الدراسات أن الحزم يعمل على تقليل التوتر والقلق بصورة كبيرة.

عندما تمتلك مهارة الحزم فإنك تتمكن من حل النزاعات بطرق سلمية دون أن تسبب أذى لأحد الأطراف، فدومًا تحترم الآخرين مثلما تحترم ذاتك وتعتز بها، وإذا كان طموحك أن تصبح قائدًا عظيمًا، فالتحلي بهذا السلوك يمكنك من تحقيق طموحك في القيادة.

  • وتعتبر السلبية هي مقابل الحزم، فالسلبية تعني عدم سيطرتك على الأمور وتركها تسير وفقًا للظروف، فالشخص السلبي يحترم رغبات الآخرين ويلبي احتياجاتهم دون النظر إلى نفسه ورغباته.
    لذلك يظهر الاختلاف بين السلبية والحزم بصورة واضحة في عدة أشياء منها:

    * عند حدوث نزاع فإن الشخص السلبي يوافق على الحلول المطروحة دون الدفاع عن وجهة نظره، أما الشخص الحازم فيتناقش بهدوء ويستمع لوجهات النظر ويطرح رأيه أيضًا في محاولة للتوصل لحل يرضي الجميع.

* الشخص السلبي يستسلم لمخاوفه ولا يمتلك القدرة للدفاع عن احتياجاته بل ويرى أحيانًا أن رغباته ليس لها أهمية مقارنة برغبات الآخرين، أما الحزم فيجعل لديك إمكانية التعبير عن مخاوفك والتأكد من تلبية الآخرين لاحتياجاتك.

* بعض الأشخاص لا يرغبون في أن يكونوا حازمين حتى لا يفقدوا حب الناس لهم، وهذا تصرف خاطئ لأن ذلك لا يساعد على احترام الآخرين لك بل وسوف يتخذون قرارات دون الرجوع لك ونيابة عنك.

* السلبية تعني عدم تحمل الشخص المسئولية لأنه لا يُقدم على اتخاذ القرارات لتحقيق أهدافهم، أما الشخص الحازم فلديه القدرة على اتخاذ القرار وتحمل نتائج قراراته.

* عند سيطرة السلبية على سلوكك فإن ذلك يقلل من قيمتك الذاتية، لأنك دائمًا تعطي الأولوية والاهتمام لاحتياجات الآخرين، لذا يكفل لك الحزم احترام ذاتك وتقديرها والعمل على تلبية ما تحتاجه أولًا، وبالتالي يزيد وعيك وقدرتك على التأثير في الآخرين.

  • ينبغي عليك أن تفرق بين الحزم والعدوانية، فكونك شخصًا حازمًا هذا لا يعني أنك تكمن داخلك العداء وتتصرف بعنف مع المواقف، وحتى لا تتحول إلى شخص عدواني دون أن تشعر يمكنك معرفة بعض الأمور:

    * السلوك العدواني لا يرى مشاعر الآخرين هو فقط يرى ما يريد ويشرع في الحصول عليه حتى على حساب حقوق الآخرين، أما الحزم يوازن بين رغبات الشخص ورغبات الآخرين ويحترمها.

* تأتي استجابات الشخص العدواني عنيفة ومضرة، بينما يستجيب الشخص الحازم بقوة دون إحداث أي نوع من الأذى.

* السلوك العدواني لا يقبل التفاهم أو المناقشة بل يعتمد على فرض الرأي وإخضاع الآخرين لما يراه الشخص العدواني، أما الحزم فيعمل على فتح باب الحوار وطرح الرؤى والأفكار والعمل بما يتوافق عليه الجميع.

 

* قد يلجأ الشخص العدواني إلى الخداع والتلاعب لإجبار الآخرين على القيام بما يريده هو، أما الشخص الحازم يستخدم مهارات التأثير والإقناع من أجل تلبية احتياجاته مع مراعاة رغبات الآخرين.

* سلوكك العدواني ترى أثره على زملائك فقد لا يرغبون في المشاركة والتفاعل معك داخل بيئة العمل لأنك تسبب لهم الضيق لعدم تلبية حقوقهم.

  • التحلي بالحزم داخل بيئة العمل أمر هام لأنه يكسبك احترام الآخرين، لذا ينبغي أن تعرف الطرق التي تجعل منك شخصًا حازمًا وهي:

* ينبغي عليك أن تكون واضحًا وصريحًا بشأن الأمور، فمثلا إذا تم وضع سياسة جديدة وأنت لا توافق عليها قل ذلك بشكل مباشر دون تلميح فتقول “إني لا أوفق على هذه السياسة لما ستحدثه من تأثير سلبي على الإنتاج”.

* المواجهة والتواصل البصري هو دليل الحزم، فينبغي عليك التواصل مع الآخرين بالعين، لكن دون التحديق والتركيز بقوة حاول الحفاظ على التوازن حتى لا تتحول لشخص عدواني.

* عندما تخطئ عليك أن تعتذر وتحاول تصحيح الخطأ، فالحزم يجعلك تقرر وبالتالي تتحمل مسئولية قراراتك وأخطائك، لكن لا تتحمل أخطاء الآخرين فكل شخص يحاسب ما فعله.

* مثلما اتخذت قرارك فامنح الآخرين فرصة اتخاذ قراراتهم دون ممارسة سلطة عليهم أو إجبارهم، حتى يتم التوافق ويكون الجميع متعاونين لتحقيق الأهداف.

* الحزم يلزمك أن تفخر بنفسك وبما حققته من إنجازات، وأيضًا أن تفخر بما أنجزه فريق العمل، فلا تضع الثناء كله على الفريق حتى لا تكون سلبيًا، أو تنكر كل إنجازات الفريق وتمجد نفسك فتكون عدوانيًا، فالتوازن هو سمة الحزم الأساسية.

* يمكنك استخدام لغة الجسد فمثلا أثناء المحادثات حافظ على جعل رأسك مرفوعة.

* إذا رأيت أن موافقتك على أمر ما يعد ظلمًا فينبغي قول “لا” صريحة دون الشعور بإحراج، فمثلا لو دعاك مديرك لعمل إضافي قل “لا لن أقوم بعمل إضافي بغير أجر لأن هذا أمر غير عادل”.

* ينبغي عليك تدريب نفسك على الحزم، وخاصة لو أنك تشعر بالقلق والتوتر أثناء المحادثات المباشرة، فمثلا قم بالوقوف أما المرآة وحاول تخيل الموقف وكيف ستكون ردودك تجاه المواقف.

* ينبغي عليك أن تراقب مشاعرك، ولا تتحدث بغضب إذا لم يتم تنفيذ ما تحتاجه، فتذكر أنه لا يمكنك التحكم في الآخرين أو السيطرة عليهم، ينبغي تبادل الآراء ووجهات النظر باحترام حتى يتم التوافق حول الرأي الصائب.

* عليك بقبول جميع الآراء فلا تقلل من الآراء الإيجابية والمجاملات، وأيضًا استمع إلى النقد البناء برحابة صدر، لأن ذلك يساعد على تنمية مهارة الحزم وغيرها من المهارات الأساسية في العمل.

* كن حازمًا في محيطك الصغير حتى تتقن مهارة الحزم، ثم ابدأ بتطبيقها في حياتك العملية.

  • قد تقابل في حياتك الوظيفية أشخاصًا لا يتمتعون بالحزم، فربما يكونوا عدوانيين أو سلبيين، لذا ينبغي عليك التعرف على الطرق الصحيحة للتعامل مع هؤلاء داخل بيئة العمل:

أولًا: العدواني
* ينبغي الاعتراف بمشاعرهم في حالة الغضب والعمل على تهدئتهم وتقديم المساعدة لهم حتى يتجنبوا هذا السلوك.
* في حالة ثوران الشخص العدواني لا ينبغي التحدث معه أو الرد عليه حتى لا تأتي استجابته عدائية ومضرة، يمكنك الانتظار للحظات وحاول نشر الهدوء في المكان.
* حاول دومًا البحث عن قيم أخرى لدى الشخص العدواني تكون مشتركة معك وتتمكن من خلالها إلى الوصول لحل الوسط وإرضاء الجميع.

ثانيًا: السلبي
* يمكنك التعامل مع الشخص السلبي ببعض الذكاء والحكمة، فاعتمد على التحفيز والتشجيع ليشاركك بآرائه، واطلب منه أن يبدي وجهة نظره.
* إذا تحدث الشخص السلبي أو ناقش أمرًا معك فقدر رأيه وامدح أفكاره، واستخدم لغة الجسد لإظهار الاهتمام فمثلا أومئ برأسك للموافقة وابتسم له حتى يشعر بمدى أهمية وجهة نظره.

عليك أن تعلم جيدًا أن الحزم ضروري في حياتك المهنية لأنه يساعدك على تلبية رغباتك واحتياجاتك ويجلب لك الراحة والسعادة في بيئة العمل، ويكسبك احترام الآخرين والتطور في حياتك الوظيفية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *