المنطق والقرار الاداري

أهمية إدارة مخاطر المؤسسة في أعمال التجارة الإلكترونية

بسبب كثرة التحديات في عالم المال والأعمال، فإن الشركات تواجه عدة مخاطر مختلفة تؤثر على كفاءتها، ولن يكفي معرفة تلك المخاطر بل لابد من وضع خطة فعالة لإدارتها حتى تكون مستعدًا لمواجهة جميع التهديدات.
تتطلب إدارة المخاطر فهم المخاطر المحتملة وتحليلها والعمل على الحد منها، لكي تتمكن المؤسسات من تحقيق أهدافها.

إدارة المخاطر المؤسسية (ERM)
وإدارة مخاطر المؤسسة ERM هي طريقة لإدارة المخاطر يتم دمجها وتنسيقها في جميع أنحاء المؤسسة بأكملها وجميع الشبكات المرتبطة بها. وهي -أيضًا- عملية تخطيط لمهام المؤسسة المرتبطة بمواردها البشرية والمادية، وتنظيمها وقيادتها والتحكم بها من أجل الحد من آثار المخاطر التي قد يتعرض لها رأس مال الشركة وأرباحها، بالإضافة إلى تحليل احتمالات حدوث تلك المخاطر والعواقب المترتبة عليها.
وفي إدارة المخاطر التقليدية، يتعامل كل قسم في الشركة مع المخاطر الخاصة به، لكن هذه الطريقة لها مساوئ مثل أن التهديدات التي يمكن التحكم فيها في بعض الإدارات قد تؤدي إلى مخاطر جسيمة للآخرين في العمل.
وتتغلب إدارة المخاطر المؤسسية على هذه المساوئ من خلال إدارة المخاطر على مستوى المؤسسة، بدلا من ترك كل قسم لإدارة المخاطر الخاصة به، حتى يصبح هناك خطة قوية لإدارة جميع المخاطر.

تساعد إدارة المخاطر المؤسسية في التخفيف من حدة حدوث مخاطر الأعمال، وأهم تلك المخاطر:
* مخاطر الامتثال التي تهدد عملك بسبب انتهاك قوانين الصناعة
* المخاطر القانونية التي قد تنجم عن الدعاوى القضائية
* المخاطر المالية التي قد تؤثر على الصحة المالية لعملك
* المخاطر الاستراتيجية التي تؤثر على خطة الشركة طويلة الأجل
* المخاطر التشغيلية التي قد تؤثر على المهام اليومية لمؤسستك

سبب الحاجة إلى إدارة المخاطر المؤسسية

ينبغي تنفيذ خطة إدارة مخاطر المؤسسة في العمل لعدة أسباب هي:

* تعمل إدارة المخاطر المؤسسية على توفير الوعي بمخاطر مؤسستك وتعزز قدرتك في التعامل مع تلك المخاطر، وتمنحك إدارة المخاطر المؤسسية أفكارًا وأطروحات حول جميع المخاطر المحتملة في مؤسستك، بما في ذلك المخاطر المالية وإعداد التقارير والامتثال والمخاطر التشغيلية، وهذا الوعي بالمخاطر يؤدي إلى تحسين قدرتك على التخفيف من التهديدات بشكل كبير.

* تجعل إدارة مخاطر المؤسسة العمليات أكثر كفاءة وفعالية، فهي تدير كمجموعة مترابطة بدلا من الصوامع، ويعمل التقييم الكلي للتهديدات على جعل العمليات التجارية أكثر كفاءة وفعالية بطريقة لا تستطيع برامج  إدارة المخاطر المنعزلة القيام بها.

* تضمن إدارة المخاطر المؤسسية وجود إطار عمل واضح لإدارة جميع المخاطر بحيث يمكنك اكتشاف التهديدات وتقييمها ومراقبتها باستمرار قبل أن تصبح مشكلات خطيرة.

* تعمل إدارة المخاطر المؤسسية على تحسين قدرتك على الامتثال للمتطلبات القانونية والتنظيمية، وهي تعمل على توفير بيانات كافية لإثبات أن جميع التهديدات تتم إدارتها بفعالية، وهذا يقلل من فرص عدم الامتثال للوائح الصناعة.

* تضمن إدارة مخاطر المؤسسة التخفيف من التهديدات لتجنب اضطرابات الأعمال، مما يعود عليك بفوائد مالية، كما تتيح إدارة المخاطر المؤسسية استغلال الفرص، مما يضمن لك الاستفادة من فرص العمل المربحة.

وهناك عدة إجراءات يجب اتباعها من أجل إدارة المخاطر المؤسسية بنجاح وفعالية وهذه الإجراءات هي:

* تحديد الأهداف
يجب تحديد العمليات التجارية الأساسية والمخاطر المُرتبطة بها وترتيبها حسب الأولوية، بالإضافة إلى تحديد الأهداف من أعمالك وتوافق تلك الأهداف مع رغبتك في المخاطرة.

* تحديد المخاطر
تحديد التهديدات التي يمكنها الإضرار بأهداف الشركة ومشاركة هذه المعلومات ووضع الضوابط التي يمكن أن تحد من هذه المخاطر، ويمكنك مراجعة جميع المخاطر سواء كانت المخاطر داخلية أو خارجية، والعمل على تصنيفها فقد تكون فرص أو تهديدات.

* تقييم المخاطر
ويتم ذلك من خلال النظر في أهميتها ومدى احتمالية حدوثها وتأثيرها النوعي والكمي، ويمكنك إنشاء جدول لتحديد مستوى كل خطر ومنحه تأثير ودرجة مماثلة.

* الاستجابة للمخاطر
ويمكن التعامل مع المخاطر عند حدوثها من خلال:

  • تجنب المخاطر: ويشمل البعد عن المهام التي تسبب التهديد.
  • الحد من المخاطر: تظل منخرطا في النشاط التجاري ولكنك تنفذ طرقا لتقليل احتمالية أو آثار المخاطر.
  • مشاركة المخاطر: عادة ما تشارك الشركات المخاطر من خلال العمل مع أطراف أخرى.
  • قبول المخاطر: يتضمن ذلك تحليل النتائج المحتملة للاستفادة منها لو كانت نتائج إيجابية والتغلب عليها لو كانت سلبية.

* أنشطة التحكم
وهي الإجراءات التي تتخذها لوضع سياسات تعمل على الحد من المخاطر المحددة. غالبا ما تسمى هذه الأنشطة الضوابط الداخلية ويمكن تقسيمها إلى:

  • أنشطة الرقابة الوقائية: يمكنك تنفيذها لمنع حدوث المخاطر.
  • أنشطة المراقبة التحقيقية: وأنشطة التحكم هذه تتمكن من التعرف على وقت حدوث المخاطر وضمان تنفيذ خطوات المتابعة المناسبة.

وبذلك فإن إدارة المخاطر المؤسسية ذات قيمة لكل مؤسسة، فهي تمكنك من إدارة أعمالك والتصدي للمخاطر بفاعلية، لذا فأنت بحاجة إلى استراتيجية إدارة المخاطر المؤسسية من أجل إنشاء أعمال مرنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *