قام الباحث البريطاني “نورثكوت باركنسون” بنشر مقالًا له في مجلة “إيكونوميست” وجاءت فيه عبارة “العمل يمتد ويتوسع حتى يملأ الوقت المحدد له” وصارت هذه العبارة فيما بعد قانونًا عُرف بقانون باركنسون.
ويعني به أنك إذا قمت بتحديد وقت معين للمهمة المطلوب منك إنجازها، فربما تماطل طوال الوقت المحدد، وتنجزها في الدقائق الأخيرة، مما يفقد المهمة جودتها.
نلاحظ أن تحديد الوقت المناسب والمعقول لكل مهمة يساهم في إتمامها بالصورة الأفضل، فلا نحدد أسبوعًا لمهمة يناسبها ثلاثة أيام لأن هذا يجعلنا نماطل ونؤجل العمل، فإذا اقتربنا من انتهاء المدة المحددة بدأنا العمل وأنجزناه لكن ليس بالصورة الأفضل له.
البعض يرى أن بعض الضغوطات تولد طاقة مضاعفة ومستوى نشاط أعلى تتمكن من خلاله إنجاز المهام سريعًا، فلو أن المهمة تستغرق خمس ساعات وتم إعطاءك ثلاث ساعات فقط لإنجازها سوف تبدأ على الفور ولا تماطل حتى تنتهي منها في الميعاد المحدد وبجودة عالية، لكن عدد الساعات الكثيرة تجعلك تتباطأ وتُسوف حتى إذا اقترب انتهاء الوقت المحدد بدأت في العمل وانتهيت سريعًا من مهمتك لكن بجودة سيئة.
يمكنك أيضًا تقسيم المهام إلى أجزاء صغيرة وإعطاء كل مهمة دقائق معدودة وتحديد مدة قصيرة تناسب كل جزء، وسوف تجد نفسك قد أنجزت جميع مهامك في مدة قصيرة وبأفضل جودة.
في العموم تحديد مواعيد نهائية وإلزام العاملين على تسليم مهامهم في تلك المواعيد أمر محمود لأنه ينمى الروح التنافسية ويجعل الجميع في سباق لإنجاز المطلوب دون ممارسة التسويف والمماطلة.
يرى قانون باركنسون أيضًا أن الأشخاص داخل المؤسسات تميل إلى بعض التفاهة أو إضاعة الوقت في أشياء ليس لها فائدة، ويقومون بالتباطؤ والمماطلة أيضًا خاصة في الأعمال الفردية، لذلك من الأفضل الاتجاه إلى العمل داخل مجموعات لأنه يحفز كل فرد داخل المجموعة على إتمام مهامه والاجتهاد وبذل الطاقة ليكون الأفضل دومًا.
لكي تحقق التفوق والتميز وتصبح موظفًا مثاليًا أو قائدًا عظيمًا عليك إعطاء نفسك حقها من الراحة عن طريق تخصيص وقت كافٍ لراحتك وممارسة هوايتك المفضلة فهذا يزيد من طاقتك ونشاطك وتعود للعمل وأنت ترغب في العمل بجهد أكبر.
من خلال ما سبق تستطيع أن تطبق مزايا قانون باركنسون وتتغلب على المساوئ التي شملها القانون.
أهمية التخطيط للمشروع
إذا أردت أن تبدأ مشروعًا ويكون ناجحًا عليك بالتخطيط المسبق له ووضع الأسس والمبادئ التي تسير عليها خلال مراحل المشروع وذلك من خلال:
- توضيح الرؤية والدافع: عليك إبداء الرؤية حول قيمة المشروع وأهميته، وتوضيح العائد منه على العاملين وعلى المؤسسة بأكملها حتى يكون لدى هؤلاء العاملين الدافع لإنجازه والحافز لجعله مشروعًا ناجحًا.
- توزيع الأدوار والمسؤوليات: ويمكن ذلك من خلال إطار DACI لاتخاذ وصنع القرار، تعني D القائد والمسئول عن جمع الأعضاء والحصول على جميع المعلومات حول المشروع ودفع عملية صنع القرار إلى الأمام، A وهو الموافق أو الجهة المعتمدة التي لديها الحق في الموافقة على القرارات، C وتعني المساهمين والمشاركين في عملية صنع القرار بما لديهم من خبرة ومعرفة فهم كالمستشارين للقائد لكن لا يتخذون القرار، I وتعني المطلعين وهم الذين لا يشاركون في المشروع لكن يؤثر عملهم في إنجاح المشروع ويمثلون موظفين خدمة العملاء والمبيعات.
استخدام هذا الأسلوب يساعد على تحمل كل عضو في الفريق مهامه ومسئولياته فلا يكون هناك مجالًا للمماطلة والتسويف.
- فهم كل شيء حول المشروع: حين تبدأ مشروعك عليك إفهام جميع الأعضاء كل شيء يخص المشروع ووضع الإرشادات، فلا مجال لتغير أي بند تم الاتفاق عليه منذ البداية.
- وضع كل الاحتمالات: من صفات القائد العظيم الذي يحقق مشاريع ناجحة أن يتميز بالرؤية الثاقبة فيضع كل الاحتمالات أمامه ويستعد لحدوث أي مفاجآت تحدث أثناء العمل بالمشروع.
* وعليك قبل البدء في المشروع أن تركز على التوقيت الذي ستنتهي فيه من المشروع، فعلى سبيل المثال إذا كانت هناك شركة لمستحضرات التجميل وبدأت في تصنيع منتج جديد للبشرة وحمايتها من أشعة الشمس يكون توقيت تسليم المشروع مهمًا للغاية فلا يمكن تسليم المشروع والإعلان عن المنتج في فصل الشتاء.
وكذلك التركيز على الميزانية فقم بوضع ميزانية تناسب المشروع واجعل هناك نسبة خطأ قد تكلفك مزيدًا من المال فضع ذلك في حساب ميزانيتك حتى لا تتعطل حينما يحدث خطأ فالخطأ وارد لكن المهم كيف نتعامل معه ونتخطاه حتى نصل إلى الهدف وهو إنجاز المشروع بصورته المتميزة.
- تعيين جدول زمني: لا يتم وضع تاريخ الانتهاء من المشروع بشكل عشوائي، فبعد أن تجتمع بفريق العمل وتضعوا أهم النقاط والخطوط العريضة للمشروع وعدد المراحل التي سيمر بها المشروع يمكنك وضع الجدول الزمني والموعد النهائي لتسليم المشروع.