يأتي الكسل -دائمًا- في صورة الشخص الذي يجلس أمام شاشة التلفاز ويتناول أي نوع من الأطعمة الخفيفة، لكن هذه الصورة واحدة من عدة صور وأساليب كثيرة نلجأ إليها من أجل المماطلة والتسويف في أداء واجباتنا، والبعض منّا لا يريد الاعتراف بأنه شخص كسول ومماطل ويُرجع ذلك للظروف والأحداث والواقع المعيش.
ومن أهم الأساليب التي نستخدمها للمماطلة:
أولًا: سأبدأ غدًا أو الأسبوع المقبل
ويعتبر هذا الشكل الأكثر شيوعًا للتسويف، فعندما يكون لديك مشروع مهم وعليك البدء فيه كالدراسة لاجتياز الاختبار، فأنت تنوي إجراء تغييرات في نفسك، كي تحقق الهدف الذي تسعى إليه، وفي كل مرة للبدء تؤجل العمل لإجراء التغييرات ويصبح هذا هو عذرك لإضاعة الوقت، بل وتخلق أعذارًا أخرى حتى تتجنب الشعور بالذنب، وفي كل مرة تحاول البدء تقنع نفسك بأن التأجيل من أجل التخطيط الفعال للهدف سيسهم في تحقيق الهدف بنجاح وتصبح في حلقة مفرغة لا يمكنك الخروج منها كما هو موضح بالشكل التالي.
يأتي الكسل -دائمًا- في صورة الشخص الذي يجلس أمام شاشة التلفاز ويتناول أي نوع من الأطعمة الخفيفة، لكن هذه الصورة واحدة من عدة صور وأساليب كثيرة نلجأ إليها من أجل المماطلة والتسويف في أداء واجباتنا، والبعض منّا لا يريد الاعتراف بأنه شخص كسول ومماطل ويُرجع ذلك للظروف والأحداث والواقع المعيش.
ومن أهم الأساليب التي نستخدمها للمماطلة:
أولًا: سأبدأ غدًا أو الأسبوع المقبل
ويعتبر هذا الشكل الأكثر شيوعًا للتسويف، فعندما يكون لديك مشروع مهم وعليك البدء فيه كالدراسة لاجتياز الاختبار، فأنت تنوي إجراء تغييرات في نفسك، كي تحقق الهدف الذي تسعى إليه، وفي كل مرة للبدء تؤجل العمل لإجراء التغييرات ويصبح هذا هو عذرك لإضاعة الوقت، بل وتخلق أعذارًا أخرى حتى تتجنب الشعور بالذنب، وفي كل مرة تحاول البدء تقنع نفسك بأن التأجيل من أجل التخطيط الفعال للهدف سيسهم في تحقيق الهدف بنجاح وتصبح في حلقة مفرغة لا يمكنك الخروج منها كما هو موضح بالشكل التالي.
ثانيًا: التركيز على تحقيق أهداف جانبية
نحن دومًا لدينا أهداف أساسية ولابد من السعي لتحقيقها كالتطور الوظيفي أو البدء في مشروع شخصي أو تنمية مهارات في مجال معين، لكن نمتلك أيضًا أهدافًا جانبية كالهوايات التي نقضي فيها وقتًا ممتعًا مثل تعلم آلة موسيقية أو لغة جديدة، وهذه الأهداف مهمة، لكن تكمن المشكلة في تقديم الأهداف الجانبية على الأهداف الأساسية التي لابد من القيام بها، فمثلا عندما يكون لديك مهمة إعداد خطة للميزانية فأنت تذهب لقراءة كتاب عن تعلم اللغة الفرنسية لأنك تجد متعة وراحة في هذا الأمر وبذلك قمت بالمماطلة بطريقة ذكية، أنت تتخذ مثل هذه القرارات لأن أهدافك الحقيقية تتطلب جهدًا بينما تكون أهدافك الجانبية ممتعة.
إن السعي لتحقيق أهدافك الجانبية باستخدام الوقت المتاح لأهدافك الحقيقية هي الطريقة الأذكى على الإطلاق في خداع أنفسنا بالمماطلة، وبالطبع لابد من إعطاء اهتماماتك وهواياتك الوقت الكافي لكن اجعل ذلك لا يأتي على حساب أهدافك الحقيقية.
ثالثًا: المماطلة بهدف التعلم أو الوصول للكمال
كل عمل أو مشروع لابد له من خطة حتى يتم تنفيذه بنجاح، لكن إعطاء الكثير من الوقت في التخطيط يعتبر أسلوب تخدع به نفسك لتماطل في البدء بالعمل، وتجد نفسك أنك أفرغت طاقة كبيرة في التخطيط كي تسعى في الوصول للكمال وهذا لا يمكن.
فمثلًا لمعرفة كيفية إنشاء ميزانية، يمكنك شراء كتابين من 500 صفحة في المحاسبة أو مشاهدة ساعات من مقاطع فيديو Youtube، أنت تريد إبقاء نفسك مشغولا ومهتمًا بكيفية أداء المهمة لكن بشكل مريح ودون القيام بأي عمل شاق فعلي، فتشاهد مقاطع الفيديو لأنها أكثر راحة من محاولة إعداد ميزانية حقيقية لعملك.
وهذا لا يعني ألا تقوم بالتخطيط المسبق لأي مشروع لأن التخطيط والتنظيم سبب أساسي في نجاح المهام، لكن المقصود عدم المماطلة وإضاعة الوقت كله بهدف التخطيط.
رابعًا: المماطلة عن طريق كثرة الواجبات
الكثير منا يماطل بذكاء عن طريق انشغالاته المتعددة وكثرة الواجبات التي ينبغي عليه القيام بها، ويصبح ضحية لهذا السلوك دون أن يشعر، فمثلا نجد بعض العاملين لديهم وظائف تأخذ منهم أغلب وقتهم ولا يتمكنون أن يفكروا في مشاريعهم الشخصية، ربما هم يتظاهرون بذلك لأن كل إنسان يستطيع تخصيص وقت -ولو قليل- لإعداد خطط لحياتهم، لكنهم اختاروا البقاء في منطقة الراحة واتباع الروتين اليومي بل ويقنعون أنفسهم أن ليس لديهم وقت وبالتالي تؤجل خططهم للأبد.
خامسًا: جعل الظروف سببًا للتسويف
وجدنا أن البعض كان يسعى لتغيير مهنته والتخطيط لاكتساب مهارات جديدة، لكن مع تفشي وباء كورونا قاموا بتأجيل خططهم بسبب حدوث فوضى لمعظم فرص العمل، وبعد مرور فترة الوباء لم يكن لديهم أي معرفة أو دراية عن طرق تغيير مهنتهم، بالرغم من أنه كان يمكنهم السعي في اكتساب بعض المهارات والتعلم عن بعد، لكنهم وجدوا أن الظروف ذريعة جيدة للمماطلة.
أسباب التسويف وكيفية التغلب عليها
أولًا: تجنبًا للمماطلة لابد وأن تعرف جيدًا السبب من هدفك حتى لا تفقد الدافع لبذل الجهد المستمر، فالكثير من الناس يرغبوا في أن يصبحوا أغنياء ولا حرج لو كان هدفهم الشهرة والثروة.
فينبغي أن تعرف ما الذي تريده ولماذا تريده حتى لا تتوقف عند تحقيق الهدف فقط ولا تسعى في الحفاظ عليه.
ثانيًا: ربما بعد تحديد هدفك ومعرفة لماذا تريده، تجد سببًا للمماطلة أيضًا ويظهر ذلك من خلال شعورك بالخوف، فالخوف أحيانًا يمنعك من المخاطرة ويجعلك تماطل في البدء بالعمل على تحقيق هدفك، فمثلا الدخول إلى صالة الألعاب الرياضية يثير الخوف من السخرية لأنك تعاني من زيادة الوزن.
ونقص المهارات لديك تجعلك تماطل أيضًا في اتخاذ الخطوة الأولى نحو تحقيق هدفك، فمثلا أنت ترغب في البدء بعمل تجاري لكنك لست على يقين بأن ما لديك من مهارات تمكنك من نجاح المشروع.
ورغم وجود الهدف والمهارات اللازمة لكن في بعض الأحيان تفتقد الدافع لبذل أي مجهود فأنت تقبل على تحقيق هدفك لكن دون استمتاع.
ومن أجل التغلب على الخوف يمكنك القيام بعدة أمور، فإذا كنت تخشى بدء مشروع جديد لأنك قلق بشأن فقدان وظيفة مستقرة، فحاول توفير ما يكفي لإدارة نفقاتك لمدة عام.
وإذا كنت تفتقر إلى مجموعة المهارات المطلوبة لرائد الأعمال، فيمكنك قضاء الشهور القادمة في تعلم وممارسة مهارات جديدة.
كما يمكنك إعادة اختيار الهدف الأنسب لك حتى تكون مستمتعًا أثناء العمل على تحقيقه.
ثالثًا: قد تحاول تعلم كل ما تريده وبسرعة كبيرة لكن هذا يؤدي إلى الفشل، لأنه لا يستطيع الفرد استيعاب كل شيء مرة واحدة، لذا اختر الشيء الذي تريد تطويره واكتساب معرفة إضافية حوله كتعلم سوق الأوراق المالية، وقم بذلك من خلال التنظيم وأخذ جرعات صغيرة يوميًا حتى لا تعاني التشتت وتلجأ للمماطلة.
فمثلا يمكنك تخصيص ثلاثين دقيقة يوميًا والتوقف بعد انتهاء المدة حتى لو كان لديك طاقة للاستكمال.
عليك أن تعلم أن التغيير الجذري يصعب على العقل التعامل معه ويلجأ إلى التسويف الذي يقضي دومًا على تحقيق طموحاتنا، لذا قم بالتغيير بشكل تدريجي حتى يصبح روتين يومي، وسوف تجد نفسك مهتما ومستمتعا في تحقيق هدفك.