الوظائف هي الأساس الذي يعتمد عليه الأشخاص لتوفير نفقاتهم ونفقات عائلتهم، فلا يمكن مواصلة الحياة دون وظيفة تسد احتياجاتنا، وفي بعض الأحيان تضطر لشغل وظيفة مكتبية والتي تتطلب -دومًا- ممارسة أعمال متشابه كل يوم، وقد تشعر بالملل لصعوبة العمل المكتبي وخاصة إذا كنت لا تعرف المعنى الحقيقي للزمالة، فصعوبة الأمر ليست فقط في كثافة العمل، وإنما في كيفية بناء علاقات طيبة مع الزملاء داخل بيئة العمل.
ونلاحظ أن ثقافة العمل المكتبي هي الأساس في بيئة العمل، وأحيانًا لا نستطيع منع مشاعرنا ونأتي بها إلى العمل، يحاول الجميع أن يصبحوا ناجحين بالرغم مما يواجهون في طريقهم من عقبات وأفكار مختلفة ومتناقضة، وهذا يتطلب من الفرد أن يكون ذكيًا وماهرًا ويتمتع بعدة مهارات تجعله يوازن بين وجهات النظر المتعددة ولا يضر بحياته المهنية، وبمجرد معرفة ثقافة العمل المكتبي وأساسياته يمكنك اكتساب تلك المهارات الهامة.
* التعرف على المخطط التنظيمي
تمتلك الشركات مخططًا تنظيميًا يوضح تصنيف الأشخاص وألقابهم ودور كل منهم داخل الشركة، والمخطط التنظيمي وسيلة هامة لفهم أعمال الشركة، ومن أجل أن تصبح بارعًا في فهم سياسات العمل ينبغي عليك أن تحدد أي الشخصيات أكثر تأثيرًا في الشركة بدلا من موقعهم الفعلي في المخطط التنظيمي، فيمكنك القيام بتحليل التفاعلات بين الأشخاص واكتشاف القوة الفعلية داخل المكتب، وحينها ستتمكن من تحديد صيغ التفضيل، من الأكثر احترامًا إلى الأكثر نفوذًا، ستعرف الدور الفعلي لزملائك داخل المكتب وتتصرف وفقًا لتلك المعرفة، وسوف تكتشف أي التجمعات مفيد ويشكل مراكز قوة لتنضم إليها.
* بناء علاقات قوية داخل العمل
لكي تقيم علاقة طيبة مع زميل لك داخل نطاق العمل ليس هذا بالأمر السهل، ولا يكون كافيًا أن تكون شخصًا مفردًا وحيدًا، قد يكسبك بعض احترام المحيطين بك، لكن لن يفيدك هذا في تحقيق طموحاتك.
لكن إذا أردت أن تصل للقمة بسرعة فعليك بتكوين صداقات وعلاقات طيبة، وأيضًا عن طريق فرق تساعدك في تحقيق أهدافك، وفي هذه الحالة؛ لابد أن تُحسّن كل علاقاتك مع زملائك وتجعلها في تسلسل هرمي بداية من المديرين التنفيذيين.
ويتم ذلك، عندما تتوفر لديك صفات تؤهلك لذلك مثل الطيبة، المعاملة الحسنة، الابتسامة الصادقة، فتلك الصفات عنصر أساسي لتقوية أواصر المحبة، وفتح الأبواب المغلقة، وتحقيق الأهداف المرجوة.
ولا تقصر علاقاتك بأشخاص دون غيرهم، فالاستمرار في تكوين علاقات جديدة وقوية، يجعل الآخرين يثقون بك ولا يخشون من صداقتك.
ومن أجل تكوين علاقات شخصية جيدة وقوية، عليك تنمية ذاتك ومعرفة نفسك بشكل أفضل، حتى تتمكن من معرفة الآخرين والوصول إلى مشاعرهم بسهولة.
* اجعل أعداءك أقرب من أصدقائك
من أفضل القواعد التي يمكنك تطبيقها وهي حكمة قديمة “أبقِ صديقك قريبًا، وعدوك أقرب”، عليك أن تدرك تمامًا أنه كلما زادت علاقاتك الطيبة وحققت خطوات ناجحة في حياتك المهنية، كلما أصبح لديك أعداء يغيرون منك ويُخفون لك الكره، لذا عليك دومًا أن تحتفظ بمسافة كافية بين تلك الأشخاص فلا تقترب منهم كثيرًا حتى لا يضروك، يمكنك بناء علاقة معهم لكن بحذر شديد، اقترب منهم لتعرف فقط ماذا يخططون وتتمكن من الاستعداد لمواجهتهم كي تحمي مصالحك وتحقق طموحاتك، بعض الزملاء داخل بيئة العمل لا يرون سوى أنفسهم ويضرون بزملائهم من أجل بناء حياتهم المهنية، لذا عليك الابتعاد عنهم.
* الابتعاد عن السلبية
تُعد بيئة العمل المكتبي مكانًا مفتوحًا لانتشار الشائعات والأحاديث التي تحمل المبالغات وربما بعض الأكاذيب، بعض الأشخاص يجدون إثارة في هذه الأنواع من المحادثات لأنها تقضي على الرتابة وملل العمل المكتبي، لكن عليك الابتعاد عن تلك الأشياء السلبية فتلك سلوكيات لا أخلاقية تؤدي إلى وقوع نزاعات وصراعات مع زملاء العمل.
والتحلي بالأخلاق والمثل العليا تساعد في تحقيق أهدافك المهنية وتجعلك على مسار وظيفي ناجح، وهذا لا يعني أن تظل صامتًا لكن يمكنك التعبير عن آرائك بذوق وهدوء وعدم التعصب لوجهة نظرك وانتقاد الآخرين باحترام ويكون نقدًا بناءً، ستكون بذلك دومًا موضع تقدير من الآخرين.