كل إنسان يجب عليه تقييم ذاته كل عام والنظر إلى مستوى تقدمه في الحياة المهنية وأهم الخبرات التي اكتسبها، وكذلك الأشياء والمهارات التي كان يجب عليه تعلمها ولم يستطع والسبب وراء ذلك، كل تلك الأمور ينبغي التخطيط لها والعمل وفقًا للخطة.
ويُعد التخطيط لحياتك المهنية وأيضًا الشخصية مهمًا للغاية فخطتك تتضمن أهدافك وطموحاتك وطرق تحقيقها حتى لا تعيش في عشوائية تؤدي بك إلى الإحباط واليأس وعدم الرضا عن الحياة التي تعيشها.
ونرى أن الكثير من الناس يخططون لإجازاتهم ورحلاتهم حتى يستمتعون بقضاء أوقاتهم، لكنهم لا يرغبون في التخطيط لتطويرهم مهنيًا، ربما لأنهم يخافون التغيير ويجدون صعوبة في التكيف مع الأشياء الجديدة، لذلك يفضلون العمل بنفس الروتين وعدم السعي للتقدم المهني والحصول على الترقيات.
البعض يصعب عليه التخطيط لحياته المهنية وتنمية ذاته لعدم معرفته بالبداية، فمن أين يبدأ؟ هو التساؤل الذي يصعب عليه مواجهته لعدم معرفته بالإجابة، لكن عليك أن تسأل نفسك عن اهتماماتك والمهام التي يمكنك الإبداع فيها وإنجازها بسهولة، وتفكر فيما تريد تحقيقه، وتعمل على تطوير نقاط ضعفك وتحويلها إلى نقاط قوة، كل تلك الأمور تمكنك من البدء في وضع الخطة القوية لتنمية ذاتك مع مراعاة الخطوات الهامة الآتية:
أولًا: تحديد الأهداف
ينبغي أن تحدد أهدافك وما تريد تحقيقه كالحصول -مثلا- على وظيفة أفضل، ومدى استعدادك للانتقال إلى المرحلة التالية في حياتك المهنية، فتحديد الأهداف يعمل على تحسين حياتك الشخصية كتعلم لغة جديدة أو ممارسة هواية تفتقدها.
يمكنك كتابة من خمسة لعشرة أهداف ترغب في تحقيقها.
ثانيًا: ترتيب الأولويات
بعد كتابة الأهداف التي ترغب في العمل على تحقيقها، عليك تحديد هدفك الأساسي وتضعه في بداية أولوياتك وتركز على تحقيقه، قد يكون هدفك الحصول على وظيفة أفضل، أو اكتساب مهارات جديدة تؤهلك لقيادة فريق، فاكتساب المهارات تمكنك من زيادة الثقة وخلق شبكة تواصل ناجحة مع العاملين، وبالتالي زيادة في الإنتاج وارتفاع في الأرباح.
ثالثًا: تحديد مواعيد نهائية
قبل أن تبدأ في تحقيق أهدافك، ينبغي وضع مواعيد محددة تنتهي فيها من تحقيق كل هدف، ولتكن واقعيًا في قياس أهدافك وما تحتاجه من الوقت لتحقيقها، ولا تفكر في العقبات التي تواجهك، حاول أن تعمل فقط باجتهاد وتفكر في شعورك حينما تحقق حلمك وهدفك.
رابعًا: إدراك نقاط القوة
ينبغي أن تدرك أهم نقاط القوة بداخلك فهي الأساس لجعلك شخصًا متميزًا، كما يمكنك سؤال مَن حولك عنها، ربما يقولون لك صفات مميزة لا تراها أنت في نفسك، وبمجرد معرفة نقاط القوة، عليك كتابتها لمعرفة أي منها سوف تساعدك في تحقيق أهدافك.
خامسًا: معرفة التحديات واستغلال الفرص
هناك بعض العوامل التي قد تقف عقبة في طريق أهدافك، وهذه العوامل ربما تكون نابعة منك مثل اتباعك طريقة التسويف وتأجيل الأعمال خوفًا من الفشل، لذلك ابحث دومًا عن الأشياء التي تحفزك لمواصلة العمل وتحقيق أهدافك.
كما ينبغي عليك استغلال الفرص للتعلم وتبادل الخبرات، فإذا تمت دعوتك لحضور مؤتمر ثقافي، قم بتلبية الدعوة وحاول الخروج من المؤتمر وقد اكتسبت بعض الخبرات الجديدة.
سادسًا: اكتساب مهارات جديدة
إن الأساس في التخطيط للتنمية الذاتية هو تطوير مهاراتك لأنك تسعى للانتقال إلى مرحلة أخرى أفضل مهنيًا، وهذا الأمر يتطلب اكتساب العديد من المهارات الجديدة التي تؤهلك للانتقال لتلك المرحلة بسهولة، فلو كنت ترغب في بدء مشروعك الخاص فعليك التعرف على التسويق والمبيعات وأهم المهارات التي ستحتاجها لنجاح مشروعك.
سابعًا: اتخاذ الإجراءات اللازمة
عندما تحدد الهدف الذي تريد تحقيقه عليك اتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن هذا الهدف، فمثلا يمكنك الحصول على الدعم والمساعدة فلو كان هدفك تغيير حياتك المهنية فاطلب المشورة والدعم من المستشار المهني حتى تتمكن من النجاح والتميز.
ثامنًا: متابعة التقدم
عليك أن تتابع تقدمك ومدى تحقيقك لخطوات هدفك المحدد، فذلك يزيد الحماسة داخلك لإحراز المزيد من التقدم، أما إذا حدث خطأ في أمر ما فيمكنك تقييم الأمور ومعرفة سبب الخطأ والعمل على تصحيحه حتى تسير الأمور بسلام مرة أخرى.
ونلاحظ أن وضع خطة لتنمية ذاتك هي طريقة فعالة لتقييم حياتك، وتحقيق أهدافك والصعود نحو القمة دائمًا.