قد تشعر بأنه من الصعب إحداث تغيير حقيقي في حياتك، فكلما أحرزت تقدمًا تجد نفسك تتحرك بضع خطوات إلى الوراء، ليبدو لك الأمر وكأنه لا نهاية، وقد ينتهي بك الأمر إلى الرجوع من حيث بدأت، وهذه المشكلة ليست مشكلتك وحدك، فالجميع يعاني من نفس الشيء، ولكن مشكلتك الأكبر تحدث عندما تقارن نفسك بالآخرين، فتراهم قد حققوا الكثير من طموحاتهم؛ بينما أنتَ مازالتَ واقفًا في مكانك، وهنا يجب أن تبتعد عن هذه المقارنة تمامًا، فأنتَ لست مثلهم، ولك شخصيتك المختلفة، من أجل ذلك يجب عليك وضع الخطوات التي تناسبك وأنت تسعي إلى النجاح.
الطريقة الأكثر فاعلية لإحداث تغيير حقيقي في حياتك هي إحراز تقدم بسيط، فهذا التقدم البسيط يشجعك على المضي قدمًا نحو تحقيق الأكثر فالأكثر، وبذلك تتغلب على كسلك وتتغلب على العقبات التي تقف مانعًا في طريقك.
إنك في هذه الحالة تكون قد تغلبتَ على الخوف والتوتر واليأس الذي قد يصيبك.
وعليك ألا تضعف لحظة واحدة، فهي معركة لابد أن تنتصر فيها، ولا تسمح لنفسك في أي وقت أن تتراجع.
لا تدع الضعف المؤقت يحدد من تكون، لا يهم عدد المرات التي حاولت فيها وفشلت، ولا يهم عدد المرات التي رأيت فيها أشخاصًا آخرين ينجحون وأنت تشعر أنك لم تنجح.
غير أفكارك عن نفسك، أي إجراء تفعله نحو تقدمك سيكون أفضل مما أنت عليه الآن، أخبر نفسك أنك ستكون شخصًا لا مثيل له، امنح نفسك حديثًا عقليًا، وذكر نفسك بأنك ستنجح.
أنت تطمح إلى أن تكون أكثر من الشخص العادي، لديك أحلام تتجاوز بكثير المكان الذي أنت فيه الآن، وفي النهاية ستحقق هذه الأهداف، والطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك هي أن تفكر في نفسك كشخص يمكنه إنجاز الأمور بغض النظر عن مدى صعوبتها.
أكثر شيء سيساعدك في تحقيق ما تريد هو أن تكون منضبطًا، فالانضباط سيساعدك على الاستمرار والتقدم، وإخراج أفضل نسخة من نفسك.
الانضباط يمكن أن يكون مملًا، فمن الصعب القيام بنفس الشيء يومًا بعد يوم، لكنه الطريقة الوحيدة التي ستتحسن بها، ولا يعني الانضباط بأنك لن ترتاح، فلا بأس من أخذ قسط من الراحة، ولكن من المهم جدًا عدم السماح لهذا الفاصل بأن يطول أو يجعلك تبدأ من جديد.
ختاماً
وفي النهاية يجب علينا أن نسعى -دومًا- لتحقيق الالتزام والانضباط دون المقارنة مع الآخرين، فاهتم بنفسك وطور من مكانتك وكن سعيدًا بما تحققه فذلك يمكنك على إحراز المزيد من الارتقاء والتقدم.