تشهد مجالات العمل في أنحاء العالم الكثير من التغييرات التي تتطلب مواكبتها والتأقلم معها من أجل القدرة على التنافس وتحقيق النجاح، وينبغي على المؤسسات أن تسعى جاهدة لتحقيق التميز وتنمية أعمالها وصعودها إلى القمة، ويمكنها ذلك من خلال الارتقاء بموظفيها وتطويرهم من خلال بعض البرامج التدريبية التي ترفع من مستوى كفاءتهم وإمكاناتهم.
أهمية برامج تدريب الموظفين
تُعد القوى العاملة هي الأساس الذي تعتمد عليه المؤسسات في بناء أعمالها، لذا ينبغي أن يتمتع كافة العاملين داخل المؤسسات بالمزايا التي تمكنهم من بذل الجهود وإحراز التقدم ومواصلة الارتقاء.
وهنا تأتي أهمية برامج تدريب العاملين التي تؤكد على الاهتمام بالقوى العاملة ومنحهم كافة حقوقهم وتلبية احتياجاتهم وتقدير جهودهم المبذولة، حتى يتوفر لدى العاملين الدافع لمواصلة العمل باجتهاد، ويزداد الحافز داخلهم لتأكيد ثقافة المؤسسة والتعاون معها على تحقيق الأهداف.
ومن الملاحظ أن السياسة التي تتكئ على تقدير الموظف تساعد -بشدة- على جعل الموظفين متحمسين للعمل وينمو لديهم الشعور بالانتماء للمؤسسة فلا يرغبون في البحث عن وظيفة أخرى، بل يسعون لتطوير أنفسهم وزيادة مهاراتهم لأنهم دائمًا يجدوا من يقدّر جهودهم ويثني على أدائهم في العمل.
ومن أجل البدء في إدخال برنامج تدريب الموظفين ينبغي على المؤسسة القيام بالأمور التالية:
تعزيز المشاركة
ما شعورك إذا بذلت مجهودًا عظيمًا في العمل ولم تتلقى أي شكر أو تقدير؟ أليس ذلك إنكارًا لمجهوداتك وتقليل من جهودك في أداء العمل؟ هذا الإنكار يجعلك تختصر الوقت والجهد في المرات القادمة، وربما دفعك للبحث عن عمل في مكان تجد فيه مشاعر التقدير، لكن على العكس إذا تم الإشادة وبعملك ووجدت شكلًا من أشكال التقدير ولو بسيط ستشعر حتمًا بأنك جزء مهم في تلك المؤسسة، وستكون مستعدًا لبذل الكثير من الجهد، فكلمة “شكرًا” لها مفعول ساحر في نفوس من أحسنوا في تأدية أعمالهم.
التشجيع على تكوين الفِرَق
على المدراء وجميع المسئولين الاجتماع بالموظفين الجدد ومراجعة أعمالهم وتقييم نشاطاتهم، كما يمكن وضع برنامج توجيه الأقران وهو شكل من أشكال الإرشاد يتسم بإعطاء الخبرات للموظفين المبتدئين ونقل تجاربهم العملية ومساعدتهم على التأهيل للعمل، وبذلك يُبني جدار الثقة بين العاملين بالمؤسسة، ويصبحون أكثر إنتاجية ونشاط للعمل، فلا يتعرضون للإرهاق وبالتالي تصبح أجازاتهم المرضية أقل.
زيادة المبيعات
إذا كانت شركتك ترغب في زيادة مبيعاتها، وتطوير استثماراتها، فلابد للشركة من الاطلاع على الاتجاهات الجديدة في السوق ومعرفة كيف توظفها وتجعلها مفيدة مع إضافة استراتيجية خاصة بالشركة، امنح الموظفين أوقاتًا للراحة حتى يعودوا لك بأفكار جديدة وخطط ترويجية تزيد المبيعات، علاوة على البحث عن الطرق الأكثر فاعلية في جذب العملاء لمنتجات الشركة كعمل بعض العروض والخصومات فإن ذلك أكثر ما يجذب المشتري أثناء تسوقه.
دعم صحة الموظف
بفضل جائحة كوفيد 19(كورونا)، ظهرت الأهمية العظمى للحرص على سلامة الموظف، لذا أصبحت الشركات تضع بعض الآليات للتعامل مع الإجهاد والصحة العقلية للموظفين. وما نحتاجه للحد من الإجهاد والتوتر وتعزيز الصحة العقلية للموظف هو خلق روح التعاون والتفاعل الاجتماعي.
وتدعم برامج تقدير الموظفين شعور التواصل بين العاملين مما يساهم في الإقلال من حدة التوتر في العمل، وتمر أيام العمل بانسيابية وسهولة دون تكدير، فمكافأة الموظف يعزز شعوره بالارتباط النفسي بالمديرين وزملائه في العمل، والتقدير يجعلهم أكثر سعادة.
تقليل معدل دوران العمالة
إن دوران العاملين (خروجهم ودخلوهم من وإلى الأقسام) يكلف أكثر من ثلاثين ألف جنيها إسترليني، ويبلغ إجمال الأثر المالي لعملية دوران الموظفين بالشركة 4.13 مليار جنيه إسترليني سنويًا، كما ينفق 5،433 جنيها إسترلينيا تكلفة توظيف موظف بديل وتدريب ذلك البديل، بالإضافة إلى تكاليف توظيف العمال المؤقتين، وإجراء المقابلات مع المرشحين وما تستغرقه من وقت وجهد، علاوة على تكاليف أخرى كرسوم الإعلان عن الوظيفة، ورسوم وكالة التوظيف، بالإضافة إلى استنزاف الطاقة حيث يستغرق الموظف الجديد وقتا ربما يصل إلى ستة أشهر للوصول إلى الإنتاجية المثلى، ويمكنك أن ترى أن الأمر يستحق بذل كل ما في وسعك للحفاظ على مشاركة الموظفين وتفاعلهم، حيث يظل الموظفون المندمجون منتظمين وملتزمين بأماكن عملهم، لذا تعد برامج تقدير الموظفين واحدة من أقوى الوسائل التي تقيس مدى قدرة الشركة على الاحتفاظ بموظفيها، وبالتالي تقليل طلبات التوظيف.
- إن لم يكن لدي الشركة برنامج لإشراك الموظفين في القرارات المؤثرة لتحقيق الأهداف المنشودة، فينبغي وضع هذه السياسة داخل شركتك كي ترتقي الشركة وتتوسع مجلاتها وتنافس غيرها.
طرق مكافأة الموظفين وتقديرهم
من الجيد الثناء على كل ما يفعله الموظف لديك، لكن الإفراط في المجاملات قد يفتقد المصداقية، لذلك عليك الاعتراف بمجهودات الموظف بشكل رسمي واتخاذ الإجراءات المناسبة لتشجعيهم أكثر، والغرض من ممارسة تلك العملية هو ترقية الموظف وارتقاؤه
سبل تقدير الموظفين على جهودهم تتمثل في:
- المبادرة بعمل أشياء خارج النطاق الوظيفي، وابتكار أفكار وأنظمة جديدة، كالقيام بالأعمال الخيرية التي يمكن إنجازها داخل المنظمة بل وعلى نطاق أوسع داخل المجتمع.
- رفع الروح المعنوية لفريق العمل.
- تشجعيهم للعمل بجودة عالية حتى ينالوا تعليقات إيجابية من العملاء.
- توجيههم وتنمية مهاراتهم للعمل بشكل ناجح.