الإدارة الجزئية هي مراقبة العاملين داخل المؤسسة عن قرب وتدخل الرؤساء والمديرين في كل تفاصيل العمل، وهذا من أكبر الأخطاء التي ترتكبها الإدارة في حق العاملين لأنها تقتل الإبداع والابتكار علاوة على إصابة العاملين بالتوتر والضغط وإفقادهم الثقة بالنفس، من حق المؤسسة أن تتأكد من سير العمل وتنفيذ الأوامر لكن ليس بهذه الطريقة لأنها لن تضر فقط بالعاملين ربما تضر أيضًا بنتائج الأعمال وتمحي الابتكار والتطور.
ومن أهم السلبيات التي تحصدها الإدارة الجزئية:
- محو الإبداع والابتكار
منح الحرية في التعامل مع المشكلات وحلها يولد الإبداع والابتكار، والمراقبة الشديدة للعاملين تجعلهم يشعرون بالتقليل من مكانتهم وقيمتهم وتهتز ثقتهم بأنفسهم فلا يقبلون على التفكير خارج الصندوق، لذلك فالشركات الناجحة تعزز الحرية وتمنح موظفيها مساحات للإبداع. - عرقلة تطوير القيادة
يتولى القائد مسئولية فريقه وتوجيه المهام المناسبة لكل عضو داخل الفريق، وبهذه الطريقة يتم اكتشاف قائد جديد لديه سمات القيادة الناجحة، لكن الإدارة الجزئية لا تسمح باكتساب العاملين المهارات التي تؤهلهم ليصبحوا قادة من خلال فرض نمط وطرق معينة ومراقبة العاملين للتأكد من تنفيذها، فيشعر العاملون كأنهم تحت عدسة مجهر لا يمكنهم التحرك بحرية. - عدم السماح بالتعلم
يعتمد المديرون الجزئيون على مراقبة أعضاء فريقهم ومساعدتهم في مواصلة الأنشطة المعتادة والأساليب المعتمدة، وذلك لا يسمح لهم بفرص التعلم واكتساب الخبرات الجديدة. - الشعور بعدم القيمة
تقوم الإدارة بتوجيه العاملين إلى ما يجب عليهم فعله وما لا يجب عليهم فعله وكأنهم أطفالا صغار لا يعرفون عن الحياة شيء، هذا الأسلوب يرسخ الشعور بعدم القيمة وعدم الثقة بالنفس داخل العاملين مما يؤدي إلى خفض الروح المعنوية في مواصلة العمل وبالتالي تتأثر الإنتاجية. - فقدان المواهب
حين يشعر العاملون بعدم التقدير وانخفاض روحهم المعنوية، ويروا أنهم لا يتطورون ولا تُنمى شخصيتهم المهنية، فسوف يسارعون بالبحث عن أماكن عمل أخرى تساعدهم على التطور وتوفر لهم مساحات للإبداع والابتكار. - القضاء على العمل الجماعي
يعمل الموظفون داخل الإدارة الجزئية بشكل أكبر مع المدير وليس داخل فريق، وهذا يؤدي إلى محدودية الأهداف وقلة الطموحات التي توجد داخل الفريق. - إهدار الوقت
مراقبة جميع التفاصيل داخل بيئة العمل يؤدي إلى إهدار الوقت مما يعطل حركة العمل ويؤثر على تحقيق الأهداف، لكن السماح للعاملين بالتعامل مع المهام بحرية واستشارة المديرين فقط في الأمور التي تستدعي الاستشارة يوفر مزيدًا من الوقت ويمنع تعطيل سير العمل.
* هناك مديرون يندمجون في الإدارة الجزئية دون أن يشعروا، لذلك لابد من فحص وتحليل أسلوبهم الإداري، وعمل دورات تدريبة لهم باستمرار تمكنهم من تنمية وتطوير أسلوبهم.