الكثير منّا يشعر بالإحراج عندما يُطلب منه فعل أمر ما ولا يستطيع الرفض، ويوافق حتى لو كان الأمر فوق استطاعته خوفًا من إحراج الآخرين وحفاظًا على مشاعرهم، وهذا الخطأ الكبير يجعل الأشخاص تعمل كثيرًا وتبذل طاقات من أجل الآخرين.
معًا سنحاول قول لا لأي شيء لا تستطيع تأديته، سوف نرفض بكل احترام ونراعي الآخرين ونتعامل بشكل مهذب.
عندما يطلب منك شخص المساعدة في مشروع لا يضيف إليك أي قيمة لنموك وتطورك فماذا تفعل؟
ينبغي أن تُبدي له عدم استطاعتك لأن لديك العديد من المهام التي يجب إنجازها وتسليمها، لكن ما يحدث عكس ذلك حيث ينتهي الأمر -غالبًا- بالموافقة وتحمل عبء زائد على طاقتك.
ينبغي أن نعلم جيدًا أن الإنسان بطبعه اجتماعي يسعى لإقامة علاقات مع الآخرين ويحاول تعزيزها والحفاظ على أواصر الصلة والمحبة، يعاني الكثير بسبب سلبيات بعض المحيطين به، لكنه دائمًا يشعر بالسعادة والرضا في اندماجه مع مَن حوله، ولا يستطيع أبدًا العيش بمعزل عنهم.
لذلك نجد البعض لا يستطيع قول لا خوفًا من خسارة أحد أصدقاء إذا طلب منه مساعدة، وهذه المعضلة تسبب مشاكل نفسية لأصحابها لأن هؤلاء يكلفوا أنفسهم عبء كثير ولا يستطيعون تحقيق التوازن بين متطلباتهم ومتطلبات الآخرين حولهم.
لابد وأن تفكر قبل أن توافق على ما يُطلب منك، فحينما تقول نعم على ما يطلبه الآخرون، تكون قد ألزمت نفسك بوفائها والعمل على أدائها، وتجد نفسك مثقلا بالواجبات متوترًا وتعاني كثرة الضغوطات، فلا تملك في يومك أكثر 24 ساعة حتى تستطيع الانتهاء من كل ما طُلب منك، لا يمكن على الإطلاق استحسان ذلك الأمر فقول لا كانت أسهل من كل تلك المعاناة.
الكثير يرى أن قول نعم تؤدي إلى تعزيز العلاقات، لكن ماذا تفعل إذا وافقت على طلب ما لكنك لم تستطع تأديته؟
لذلك فالشخص الذي يرفض بعض الطلبات يكسب الآخرين احترامه ويحافظ على جدار الثقة، وهو أفضل من الشخص الذي يبادر بالموافقة ولا يستطيع الوفاء.
وقد أثبتت بعض الدراسات أن البشر يتذكرون ما قدموه للآخرين أكثر مما يتذكرون ما قدمه الآخرون لهم، لذا فاختر ما يريحك ويناسبك ولا تشغل بالك بمَن حولك.
قبل أن توافق وتقول نعم فكر جيدًا هل تستطيع القيام بما ستوافق عليه، فلو كانت إجابتك لا فلا توافق، وقل لا بشكل حازم ومهذب بدلا من نعم وعدم الوفاء بها لأنك وقتها ستفقد إيمان وثقة الآخرين بك.
في البداية ستكون هناك بعض المعاناة في قول لا دون الشعور بالذنب، لكن مع الممارسة وبعض النصائح التالية سوف تتمكن من ذلك:
أولًا: في البداية حاول أن يكون ردك الافتراضي هو لا وليس نعم، ويمكنك عمل ذلك في تجمعات صغيرة ومحيطك المحدود.
ثانيًا: عليك الحذر من المماطلة وتأجيل الإجابة بـ لا، حاول ألا تخشى الرفض وتؤجل بغرض التفكير لأن ذلك غالبًا قد يزيد الأمر سوءًا ويؤدي إلى نتائج سلبية، فالوضوح والمصداقية وإخبار الآخرين بقرارك سريعًا أفضل بكثير من المماطلة.
ثالثًا: من أسوأ العادات لدى البعض أن يرفض بحجج غير صحيحة وكاذبة، ويفقد بذلك ثقة الآخرين فيه، لا عليك فعل ذلك لأنك لست مضطرًا للموافقة، فلا تدعي المرض عند دعوة أصدقائك لك لحضور حفلة، قل إنك لا ترغب فقط وأن حالتك المزاجية تريد الهدوء فهذا سبب كافي للرفض.
رابعًا: تحلى بأدب الرفض وقول لا بود ومحبة وليس بغضب ونفور، يمكنك أن تبدي انشغالك بمشاريع أخرى، وقدم اعتذارًا لأنك لا تستطيع تقديم المساعدة.
وإذا كان لديك فرصة لتوفير بديل عنك فيمكنك ذلك، لكن تأكد أولًا من وجود هذا البديل حتى لا تسبب حرجًا لأحد.
الآن يمكنك ممارسة قول لا واستحضار الأمور التي كنت تود رفضها، كمشروع تعتقد أنه لا يساعد أحدًا، أو التصميم الجديد الذي تريده زوجتك ولا يعجبك على الإطلاق، أو هذا الاجتماع الأسبوعي المتكرر الذي تحضره والذي لا يضيف أي قيمة.
عليك أن تتخذ موقفا وتقول لا لكن بود واحترام دون إيذاء لمشاعر الآخرين.