يُعد التكيف من المهارات الأساسية من أجل تحقيق النجاح في جميع المجالات العملية، والتكيف هو القدرة على قبول التغيير والتأقلم معه داخل بيئة العمل، فمع التطورات التكنولوجية التي تحدث كل يوم ينبغي أن يتمتع العاملين بالمرونة التي تمكنهم من مواكبة جميع التغييرات، والأشخاص القادرون على التكيف لهم سمات تميزهم وهي:
أولًا: البراعة وسعة الحيلة
فالأشخاص القادرة على التكيف يتمتعون بالذكاء وسعة الحيلة ولديهم قدرة على الإبداع والابتكار لتحقيق الأهداف بصورة مثالية، كما يمكنهم حل المشكلات وتجاوز العقبات بسهولة.
ثانيًا: القدرة على التعلم
يتميز الأشخاص القادرون على التكيف بقدرتهم على مواصلة التعلم وعدم الاستسلام للفشل عند وقوعه وإنما العمل على الاستفادة منه وعدم تكراره مما يكسبهم مزيدًا من الخبرات ويصبحوا أكثر كفاءة.
ثالثًا: مهارات الاتصال
ينبغي أن تكون مستمعًا جيدًا للآخرين قادرًا على فهمهم ومعرفة نقاط قوتهم وضعفهم، حتى تتمكن من نقل المعلومات بصورة سهلة وبسيطة.
رابعًا: المهارات التنظيمية
وتضم المهارات التنظيمية مهارات أخرى تتعلق جميعها بحسن إدارة الوقت، ووضع الخطط لزيادة الإنتاجية، وطرق تحديد الأولويات وتنظيمها وتكليف العاملين للقيام ببعضها.
خامسًا: مهارات العمل الجماعي
العمل بروح الفريق ليس سهلًا وإنما يتطلب التحكم في الذات والاستماع لجميع الآراء المخالفة لك، والتعاون من أجل تخطي العقبات وحل المشكلات لتحقيق الأهداف بنجاح.
سادسًا: المبادرة والإسراع
يمكنك التمتع بالفضول الإيجابي بمعنى أن تكون دائم التطلع والمعرفة والإلمام بكل جديد يحدث، والسعي لاكتساب الخبرات بشتى أنواعها حتى تتمكن من التنبؤ بالتغييرات والاستعداد الكامل لها.
- هناك بعض دلالات تمكنك من معرفة أنك شخص قابلا للتكيف مع المتغيرات داخل بيئة العمل وهذه الدلالات هي:
* أنك دائم التفكير في الموقف الحالي دون التدقيق على سبب حدوثه.
* أنك تعرف نقاط القوة داخلك بل وتستطيع التغلب على نقاط الضعف أو تحويلها إلى نقاط قوة لتحقيق النجاحات.
* حين تقابلك صعوبات وتحديات، تستمر في العمل وتتمكن من تنفيذ الرؤية وتحقيق الأهداف.
* دائم الإبداع وتبحث عن طرق جديدة وأساليب مختلفة للعمل.
- نلاحظ أن القدرة على التكيف أمر مهم للغاية من أجل التطور المهني، وقد أشارت الدراسات التي تم إجرائها عام 2021 أن حوالي 52٪ من العمال الأمريكيين يفكرون في تغيير وظائفهم والوظائف الجديدة تعني تحديات جديدة، فالقدرة على التكيف تقوي الدافع والأداء، وهذا بالتالي يعزز تقدمك الوظيفي.
كما يمكنك البحث عن كل جديد والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة حتى تتمكن من اختيار بيئة عمل مناسبة لك تساعدك على تحقيق أهدافك.
- ينبغي عليك إن كنت في منصب قائد فريق أو كنت مديرًا لأحد الأقسام داخل المؤسسة أن تُعلم فريقك مهارات القدرة على التكيف، فمن خلال عدة طرق تستطيع جعل موظفيك قادرين على التكيف:
* عقد ندوات شهرية تتناقشون فيها معًا لحل المشكلات.
* يمكنك عمل قنوات تواصل معهم لمتابعة كل جديد.
* تحفيزهم وتشجيعهم وإخبارهم بأهمية مواكبة التغيير.
* ينبغي أن تكون أنت كقائد قدوة لهم في تعاملك مع المتغيرات.
القدرة على التكيف لها أهمية كبيرة وأثر عظيم على سلامتك الصحية، فقد أشارت الدراسات أن الرضا عن الحياة وقدرتنا على التكيف وتحقيق أهدافنا كلها أمور مترابطة، فيمكن للعاملين التكيف بشكل أفضل مع التغيير عندما توفر لهم المؤسسات نظام دعم قوي لمساعدتهم، فمع ظهور أساليب جديدة ومختلفة في عملهم، يمكنهم التكيف معها بشكل أسهل.
والأساس في امتلاكك مهارة القدرة على التكيف هو الصبر، فلن تتحلى بهذه المهارة سريعًا وإنما تستغرق وقتًا طويلاً وتستمر في تنميتها طوال حياتك الوظيفية.