نلاحظ أن علم النفس ساهم في اكتشاف الأمور التي تجعل الإنسان يشعر بالسعادة والرضا، وتوضيح السبل الصحيحة لتخفيف آلامه، لذا قامت المؤسسات بدراسة سلوك الأفراد (السلوك التنظيمي) من أجل تحسين عملياتها وتحقيق أهدافها بنجاح.
وتُعد القيادة الناجحة هي أهم العوامل الأساسية في علم النفس التنظيمي، فالقادة هم العنصر الرئيسي لتحقيق الأداء الأفضل للأفراد والجماعات داخل المنظمة، ولكي تصبح قائدًا إيجابيًا لابد وأن تتصف بثلاثة عناصر ضرورية:
* معرفة المهارات ونقاط القوة لدى العاملين والتركيز عليها لتحقيق أقصى قدر من الإنجازات
* المتابعة المستمرة وبانتظام لجميع المهام والتركيز على النتائج لقيادة فريق ناجح يتمكن من إنجاز مهامه بكفاءة عالية
* التركيز على أهم الاحتياجات الإنسانية الأساسية للعاملين داخل المؤسسة والتي تحسن من حالاتهم وتجعلهم في كامل نشاطهم لتحقيق النجاحات.
ولقد تعمق مفهوم القيادة الإيجابية وأصبح هناك أشكال مختلفة من القادة الإيجابيين مع وجود عامل مشترك وهو تشجيع العاملين والحفاظ على المستوى الأفضل في الأداء، وهناك خمس مكونات لجميع أشكال القيادة الإيجابية قام بتحديدها روس جي أفوليو (أكاديمي أمريكي في مجال دراسات القيادة) وهي:
* التحلي بالأخلاق الإيجابية
* معرفة القائد بذاته
* القدوة الإيجابية للفريق
* التواصل الفعال بين القائد وفريقه
* التفاعل الاجتماعي الإيجابي بين القائد وفريقه
أولًا: القيادة المثالية
وتشير إلى تمتع القائد بالأساليب القيادية الفعالة التي تمكنه من رفع كفاءة فريقه عن طريق تلبية احتياجاته والتعرف على طموحاته ودعم مهارات جميع أعضاء الفريق كي يكونوا بأفضل أداء.
ورأى برنارد باس أن القائد المثالي لديه عدة عوامل أساسية؛ التأثير المثالي وهو أن يتمتع بأسلوب جذاب يؤثر به على الفريق التابع له، والتحفيز الفكري والذي يمكن الفريق من وضع الحلول المناسبة للمشكلات، والاعتبار الفردي الذي يقوم على تدريب الأفراد وتوفير الدعم لهم، لذا جاءت الأبحاث لتؤكد أهمية القيادة المثالية وتأثيرها الإيجابي على المتغيرات للفرد والجماعة.
ثانيًا: القيادة الداعمة
لقد رأى روبرت ك. غرينليف أن القائد الداعم هو الذي يقدم احتياجات وتطلعات العاملين معه على تطلعاته واحتياجاته هو، فهو يعمل لخدمة الآخرين ودعمهم من أجل تحقيق التطور للمنظمة، وتؤكد القيادة الداعمة على دور المنظمة الأساسي في تمكين الأفراد ومشاركتهم لخلق بيئة إيجابية.
ثالثُا: القيادة الرشيدة
حدد جيلبرت دبليو فيرهولم نموذج القيادة الرشيدة واستند على صفات محددة مثل توحيد الأهداف، التمتع بالقدرة العقلية، ووجود الخبرات والمهارات، وهذا النموذج يشمل جميع العناصر المرتبطة باحتياجات القائد وفريقه بالإضافة إلى أهداف المؤسسة.
رابعًا: القيادة الصادقة
تستند القيادة الصادقة على مجموعة من المبادئ الأخلاقية، فالقائد الناجح يعمل على فهم ذاته ليتمكن من فهم مشاعر الآخرين حوله، ومعرفة مهاراتهم وتقديم المساعدة لهم بمنحهم الثقة في أنفسهم والتفاؤل والتعامل معهم بمرونة دون تشدد، وقد ظهرت القيادة الصادقة بسبب الممارسات الغير أخلاقية لبعض القادة في البيئات السياسية والتجارية والاقتصادية.
ومن خلال التقرب والعمل مع هؤلاء القادة يتطور وعيك الذاتي وتنمو شخصيتك وتتمكن من تحقيق إنجازات ملموسة داخل بيئة عملك.
خامسًا: القيادة الأخلاقية
تعتمد القيادة الأخلاقية على احترام الآخرين وصيانة كرامتهم ودعم القيم الأخلاقية، كما تعمل على نشر الفضائل بين جميع العاملين، وتدعم الصدق والأمانة وتحقق العدالة والإنصاف بين الجميع داخل المؤسسة، فهي أساس نجاح المؤسسات وتحقيق أهدافها.