من أجل أن ترتقي المؤسسة بأعمالها وتكون قادرة على التنافس القوي، ينبغي على مدراءها أن يوفروا السعادة لموظفيها، فسعادة العاملين ورضاهم يسهم في جعلهم أكثر إنتاجية وتزداد الطاقة داخلهم لتحسين أدائهم في العمل وتحقيق أرباح إضافية.
وتحقيق رضا العاملين من مهام إدارة الموارد البشرية التي تسعى لفهم موظفيها وتلبية رغباتهم بما يتوافق مع لوائح العمل، ومن أجل تحقيق الرضا والسعادة ينبغي على المؤسسات الالتزام بالمبادئ والنصائح التالية:
النصيحة الأولى: تقديم مزايا
عندما يتعلق الأمر بتقديم مزايا لموظفيك، يمكنك تجربة عدة طرق مختلفة. على سبيل المثال، يمكن أن توفر تأمينًا ضد العجز أو مستوى آخر إضافي من التأمين على الحياة لحماية دخلهم.
الصحة العامة بكل جوانبها هي مزايا إضافية أخرى عليك منحها للموظفين. ولجعلهم أكثر سعادة يمكن أن توفر لهم عضويات للصالات الرياضية.
وكلما قمت بتوفير مزايا أعلى للموظفين لديك كلما زادت سعادتهم فقد جعلتهم يشعرون بأنك تهتم بهم حقًا وبعائلاتهم.
النصيحة الثانية: ثقافة التعارف والمكافأة بشكل متكرر
هل تعلم أن تكرار المكافأة أكثر أهمية من حجمها؟ وبعبارة أخرى، إن التقدير والمكافآت الأصغر حجمًا لكن المتكررة تبقي الموظفين سعداء لفترة أطول. فاحذر من تقديم المكافآت الكبيرة، لأن السعادة بها لن تستمر لأكثر من عام، على عكس الجرعات الصغيرة من المكافآت كل بضعة أيام.
النصيحة الثالثة: قل شكرًا جزيلًا
عندما يصاب الموظفون بخيبة أمل، نادرًا ما يصبحون سعداء بل وربما يتركون العمل حتى لو كان راتبهم مرتفعًا. ويحدث هذا عادة لكره رئيسهم في العمل، فهم وكأنهم يقفون في أماكنهم ولا يتطورون مهنيًا ولا يكتسبون مهارات جديدة في العمل.
ومع ذلك، إذا قدمت لهم بيئة عمل إيجابية وثقافة المشاركة بين أفراد المؤسسة، فيمكنك تشجيع التواصل والعمل الجماعي. في المقابل، يمكنك زيادة التفاعل بين الموظفين وفرصة التعلم من بعضهم البعض.
لا تنس أن تقول “شكرًا” للموظفين على جميع المستويات في كل مرة يبذلون فيها جهدًا فائقًا ويقومون بعمل رائع.
النصيحة الرابعة: توفير بيئة عمل إيجابية
عليك الاعتراف علنًا بإنجازات الموظفين، أو ترقيتهم لمستوى أعلى، أو توفير أماكن مخصصة لسياراتهم، أو تقديم غداء جماعي كوسيلة لجعلهم سعداء. يمكنك أيضًا المساهمة في تطورهم من خلال مواجهة تحديات جديدة أو تولي مسئوليات إضافية أو عمل رحلات تعريفية بنشاط الشركة.
النصيحة الخامسة: بناء مسار وظيفي لهم
إذا اعتقد الموظف أنه لا توجد فرص وظيفية جذابة داخل المؤسسة التي يعمل فيها، فربما يغادر. لذلك يجب عليك تزويد الموظفين بالدعم التنموي كالتوجيه المهني وإتاحة فرص التدريب. والتأكد من أنهم على وعي بفرص العمل أو الوظائف المتتابعة التي يتدرج فيها الفرد خلال عمره الوظيفي في الشركة
النصيحة السادسة: تشجيع التواصل
من المثالية إنشاء مساحات واسعة يتمكن الموظفين من خلالها مشاركة الأفكار والتواصل بسهولة وراحة. فالمحادثة العارضة البسيطة يمكن أن تصبح محادثة تعاونية مؤثرة. لذا تأكد من جعل غرفة الاستراحة فعالة وجذابة إلى جانب الطاولات والأثاث الجميل والوجبات الخفيفة والمشروبات.
النصيحة السابعة: تقديم إجازات إضافية
قم بتحديد مَن هم أصحاب الأداء الأعلى لديك وكافئهم بأيام إجازة إضافية. فهم الخبراء الماهرون والمميزون لديك، فتستطيع أن تثق من أنهم سيكملون مهامهم في الوقت المحدد وبكفاءة. لذلك، يستحقون الحصول على بضعة أيام راحة إضافية مع عائلاتهم وأصدقائهم.
النصيحة الثامنة: كن صادقًا وشفافًا
يعد استيعابك لمخاوف الموظفين وملاحظاتهم أمرًا مهمًا وذا شأن عظيم للاحتفاظ بهم. فيجب أن تتحلى بالشفافية والوضوح في جميع الأوقات من خلال متابعتك لمسار العمل ومعالجة المشكلات.
على سبيل المثال، يمكنك المساهمة في نتائج استطلاع حجم التعاون وفائده على مستوى الشركة مع جميع الموظفين. كما يمكنك النجاح في جميع مجالات العمل وتطويرها ومعرفة الكيفية الصحيحة في التخطيط لمعالجة المشكلات. فالاعتراف البسيط والتواصل الشفاف جنبًا إلى جنب سيجعل موظفيك يشعرون بأنك تهتم بأفكارهم.
النصيحة التاسعة: اجعلهم جزءًا من تلك الصورة الكبيرة
واحدة من أفضل الفوائد التي تقدمها لموظفيك هي إعطائهم فرصة للمساهمة في توجيه مسار الشركة وإحداث فرق من خلال مهاراتهم وقدراتهم. فالتواصل المتكرر الفعال بين موظفي الشركة وإرشادات الشركة الرئيسية، والتوجيه الفردي كل ذلك يسهم في إحداث فرق كبير في إسعاد موظفيك.
النصيحة العاشرة: أهمية التوازن بين العمل والحياة
إذا كنت ترغب في إبقاء موظفيك سعداء، فلا يكفي تقديم المزايا لهم، بل عليك خلق بيئة عمل مناسبة تمكنهم من الشعور بالتواصل مع الشركة، كما ينبغي أن توفر هذه البيئة أيضًا تجربة عمل إيجابية لضمان حياة مُرضية.
لماذا تبقي الموظفين سعداء؟
الموظفون السعداء هم أصول قيمة لفريقك ومؤسستك. عندما لا يصاب الموظفون بالقلق والخوف، يصبح لديهم القدرة على اتخاذ قرارات أفضل. فإذا كانت معنوياتهم عالية، تحملوا مخاطر أكثر من الذي يتعرض لها العمال المجهدون.
إن إبقاء موظفيك بسعادة ورضا يساعد على جعلهم أكثر إبداعًا وابتكارًا. وفي المقابل، تستطيع تطوير عملك. نظرًا لأن الموظفين السعداء يقدمون خدمة ممتازة، فالعملاء يميلون إلى الشعور بالرضا عن عروضك وخدماتك.
في الوقت نفسه، يعمل الموظف اليائس والتعيس بمجهود أقل. على سبيل المثال، إذا منحت موظفيك وجبات خفيفة ومقاطع فيديو مضحكة مدتها عشر دقائق، فسوف يصبحون أكثر إنتاجية من أولئك الذين يعانون الضغوطات.
أفكار أخرى
حين يتم التغاضي عن سعادة الموظفين في بعض الأحيان. فلا عجب من أن يصبح أداؤهم أقل إنتاجية بل ربما يصل بهم الحال إلى ترك الشركة، فتذكر أن السعادة تؤثر على طاقة وحماس الفريق بأكمله.
فخلق بيئة عمل ممتعة وترسيخ ثقافة المشاركة؛ يمكن أن يعظم التأثير الإيجابي في جميع أنحاء الشركة، كما يحسن الصداقة بين أعضاء الفريق والتفاعل بشكل عام.