كثيرًا ما نواجه تحديات وصعوبات للحفاظ على المشاريع في حدود الميزانية والحصول على الدعم من ذوي العلاقة ( أصحاب المصلحة) Stakeholdersالرئيسيين، وقد ظهرت مهنة إدارة المشاريع من أجل إدارة مجموعة أشخاص لتحقيق الأهداف المنشودة، فيعمل مدير المشاريع على إدارة الفرق وإدارة مشاريع متعددة في نفس الوقت، من أجل تحقيق هدف أكبر.
وأهم ما تتطلبه إدارة المشاريع أن يتم تحقيق عملياتها بصورة سهلة وسلسة، ويعتبر هذا هو الهدف الأساسي لأنه يُمكّن مدراء المشاريع من تحقيق نتائج إيجابية، كما يمكنهم -أيضًا- من تقديم المساعدة من خلال تدريب العاملين وجعلهم أكثر كفاءة.
وهنا يأتي الذكاء الاصطناعي ودوره الفعال في التعامل مع إدارة المشاريع من الجدولة إلى تحليل أنماط فريق العمل وتقديم الاقتراحات، وهذه الأدوات تجعل للذكاء الاصطناعي فائدة واضحة من أجل مدراء المشاريع في المستقبل.
طرق المساعدة في إدارة المشاريع
يُستخدم الذكاء الاصطناعي للمساعدة في تنظيم المشروع من عدة جوانب، فأنظمة الذكاء الاصطناعي وأدواته لديها القدرة على التعامل بفعالية مع الجدولة والمتابعة دون الحاجة لأيادٍ بشرية، مما يوفر الكثير من الوقت والجهد للعاملين.
ونجد أن تلك الأنظمة والأدوات تتحد وتندمج مع أدوات الاتصال الشائعة مثل Slack بالإضافة إلى أدوات إدارة المشاريع مثل JIRA وذلك لجعل العمليات أكثر كفاءة.
وقريبًا يمكن أن يرسل لك روبوت الذكاء الاصطناعي إشعارًا يذكرك بمتابعة رسالة بريد إلكتروني.
لقد أكدت الدراسات أن مدراء المشاريع يستهلكون نصف وقتهم للعمل على المهام الإدارية وإنجازها، وهنا يأتي الذكاء الاصطناعي كمساعد قوي وفعال في إنجاز تلك المهام، وجعل مدراء المشاريع يتفرغوا لمهام أخرى ويركزوا على العمليات المعقدة من أجل تحقيق أهداف مؤسساتهم.
بالإضافة إلى المتابعة المستمرة لأعضاء الفريق وتوجيههم مما يساعد على تطويرهم ورفع كفاءتهم في العمل.
ونجد مدى أهمية الوقت الذي يوفره الذكاء الاصطناعي في إنجاز المهام، فهذا الوقت يجعل المدراء على وعي وإدراك باحتياجات كل عضو داخل الفريق مما يساعد في إحراز التقدم في المشاريع، وتوفير بيئة عمل إيجابية يستطيع العاملون فيها أداء المهام باحترافية والصعود إلى قمة النجاح.
التحليلات التنبؤية لإدارة المشاريع
تُشير التحليلات التنبؤية إلى استخدام البيانات التاريخية والتعلم الآلي والذكاء الاصطناعي لتوقع ما الذي سيحدث في المستقبل.
فالبشر يركزون -بشكل كبير- على بعض المشكلات ولذلك قد لا يرون بعض التحولات التي تحدث في المشروع، لذلك نجد أن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على رؤية جميع جوانب المشروع من خلال البيانات التي تم توفيرها، وإجراء تنبؤات قيمة وهامة بناء على ما يراه من بيانات، فيمكنه مراقبة الميزانيات والجدولة كما يمكنه مع الوقت توقع المخاطر والتأثيرات المحتملة على العمليات.
بالإضافة إلى ذلك فالذكاء الاصطناعي لديه القدرة على متابعة ومراقبة سلوك البشر وإجراء تنبؤات بناء على الأنماط التي يراها ويتابعها، حيث تستطيع أدواته متابعة المشاريع وسلوك الأعضاء حتى يمكنها معرفة العادات وبعض الأمور التي تم تجاهلها من قِبل الفريق، وهذا يجعل الذكاء الاصطناعي لديه مقدرة في التعرف على حدوث أي شيء قد يتعارض مع الجدولة.
فهذه الأنظمة تستطيع -بذلك- التنبؤ بالمشكلات والمخاطر المحتملة قبل وقوعها، كما تتمكن من تقديم المساعدة لأعضاء الفريق بالتدريب بناء على العادات المكتسبة.
وبذلك نرى الأهمية الكبيرة والفوائد الكثيرة في اعتماد الذكاء الاصطناعي داخل المؤسسات وتطبيقه في إدارة المشاريع.