- يرى علماء النفس أن التسويف ليس عيبًا في شخصية الإنسان ولا نقطة ضعف بداخله، وإنما التسويف هو أحد الأعراض الناتجة عن شيء يعانيه الإنسان يجعله غير قادر على العمل فيضطر إلى تأجيله.
- فالتسويف أحد أعراض الاضطراب العاطفي الناتج عن تجارب سيئة، وليس دليلًا على الكسل، فأنت تماطل لأن عقلك يخبرك بأن هناك شيئًا مفقودًا تحتاجه لإتمام مهمتك، إذا اكتشف ذلك الشيء المفقود وعملت على معالجته فسوف تنجز مهامك ولا تؤجلها.
- وجدنا العديد من الأبحاث لعلماء النفس تتحدث عن الأسباب الحقيقية وراء التسويف فالسعي للكمال والخوف يؤديان إلى تأجيل الأعمال، ولذلك تقول المؤلفة “ليز فوسلين” كيف تكون على ما يرام عندما لا تكون الأمور على ما يرام، فقد حاولت وضع يدها على السبب الرئيسي للمماطلة وطرق علاج مشاعرنا المحبطة للتغلب على المماطلة.
نماذج التسويف والمماطلة (لا تترك للغد ما يمكنك فعله اليوم)
- تحديد نقطة البداية: البعض منا لا يحسن الوقوف على نقطة البداية، وخاصة إذا تولى مهمة لا يعرف عنها أي شيء، سوف يكون الأمر غامض أمامه وغير واضح ولا يعرف أين الخطوة الأولى للبدء، وربما تكون المهمة أكبر منك فيتملكك الخوف وتجد نفسك لا تستطيع الإقدام على المهمة فتؤجلها.
- عدم شعور الآخرين بك: قد يكون لديك الموهبة في أمر ما وتريد أن يشاركك فيه الناس، فتعمل على نشره لكن لا ترى اهتمامًا من أحد، ويواجه الكثير منا هذا الأمر، فبعض الأشخاص يقومون بصناعة محتوى وبثه على قنوات اليوتيوب وغيرها لكن لا يرون تفاعل مما يؤدي إلى إحباطهم وجعلهم يسوفون نشر هذه الفيديوهات أو الأعمال مرة أخرى وكأنهم يروا ألا يجب عليهم شغل مساحة في هذا العالم، لكن هذه النظرة السلبية تجعلهم لا يتطورون وبالفعل لا يراهم أحد، عليهم بالاستمرارية وتحفيز أنفسهم طالما مقتنعين بما يفعلونه، سيأتي الوقت الذي يكونون فيه محل إعجاب الكثيرين حولهم.
- عدم قناتك بالأمر: الكثير منا في الحياة العادية يرفض تناول بعض الأطعمة الصحية لعدم تذوق طعمها، أما في الحياة المهنية فيرى البعض أنه لا يمكنه الإقبال على فعل أمر لا يقتنع به ولا يراه ذا قيمة، فالسبب وراء عدم كتابتك تقرير الحالة -مثلا- هو علمك بأن لا يقرأها أحد وليس تكاسل منك أو مماطلة.
- حب المثالية: تقول “ليز فوسلين” أنت تضع الكثير من الضغط على نفسك لجعلها مثالية، يكفي أن تنفذ المهام المطلوبة منك، فالخوف من عدم الوصول للكمال قد يوقفك مكانك دون إنجاز أي مهام، فقط قم بما عليك فعله وتجنب الخوف تمامًا وسوف تحقق الأفضل بل وتصل إلى القمة.
- نلاحظ أن المماطلة والتسويف قد تحوي بعض الفائدة إذا وصلت إلى سببها الحقيقى؛ فالخوف من الوصول إلى الكمال يمكن علاجه عن طريق البدء في العمل وعرض جزء مما أنجزته على زميل أنت تثق في آرائه سوف يشجعك ويحمسك حتى لو قام بنقدك فسوف يكون نقده في مصلحتك لتكون الأفضل فهذه الطريقة تجعلك لا تماطل في إنجاز الأعمال.
- أنصحك ألا تجبر نفسك على قبول أمر لا ترى له قيمة، افعل ما أنت مقنع به، واترك بيئة العمل هذه الذي تجبرك على صنع وعمل ما لا تريد، كن في مكانك الصحيح واعمل ما تحب ستكون مميزًا ومختلفًا، ولا تظن أن المشكلة لديك وأنك تماطل بسببها، فالأساس في تلك البيئة السامة الغير محفزة التي لا يتفاعل الرؤساء فيها مع الموظفين ولا يستمعون لوجهة نظرهم، قم بتعزيز ثقتك في نفسك ومارس ما تراه أنت يستحق الممارسة.
- ولو كانت المهمة غامضة، اذهب لمَن أسندها إليك واطرح الأسئلة التي تريدها حتى تتضح لك ولا تؤجل البدء فيها، أما لو كانت صعبة وشاقة فعليك تقسيمها إلى أجزاء صغيرة وتبدأ بما تراه صعبًا حتى تتخلص منه سريعًا.
- حاول السعي لمعرفة السبب وراء مماطلتك، تحدث مع نفسك واعرف سبب تسويفك، لاحظ سلوكياتك واعمل على إدراك وعيك وذاتك العاطفية، فلا تصف نفسك بالكسل وعدم الانضباط، توقف وتأمل ذاتك وحاول فهم دواخلك، فإذا عالجت اضطرابك العاطفي فلديك فرصة لسير نحو هدفك وإنجاز أعمالك، استغنم تلك الفرصة لا تجعلها تفوتك.