اتجهت العديد من الشركات إلى التحول الرقمي من خلال وضع خطط واستراتيجيات للتحول كالعمل على زيادة الكفاءات التشغيلية، وقد بلغ الإنفاق العالمي على التحول الرقمي 1.3 تريليون دولار في عام 2020 نظرًا لما أحدثه انتشار فيرس كورونا من عدم استطاعة الناس قضاء احتياجاتهم والانعزال داخل منازلهم فكان لابد من العمل على رقمنة الخدمات والأنظمة حتى يحصل الجميع على ما يريد بسهولة، لكن بغض النظر عن الوباء فإن التحول الرقمي هو المستقبل في جميع مناحي الحياة ومن المهم إتمامه بالصورة المناسبة للبيئة المراد تطبيقه فيها.
والتحول الرقمي في معناه البسيط هو عملية مستمرة تقوم بها المؤسسات للتكيف وتلبية احتياجات عملائها بكل سهولة ويسر، فهو ليس كمشروع تقوم الشركة بإنجازه وإنما يتطلب التحول الرقمي تغييرًا شاملًا يركز على الموظفين والعملاء والعمليات التجارية الداخلية فهو يمر بمراحل عديدة تستغرق عدة أسابيع وشهور.
وتتضح أهمية التحول الرقمي في زيادة إقبال المؤسسات عليه فبرغم أنه مصدر قلق للرؤساء من عدم نجاحه أو تكبد المؤسسات خسائر إلا أن التقارير أشارت إلى أن الاستثمار في التحول الرقمي يحقق أرباحًا مضاعفة وكلما أضفنا تحسينات وتحديثات كلما ارتفعت العوائد.
أهم فوائد التحول الرقمي
قبل الإقبال على التحول الرقمي داخل شركتك لابد من التعرف على أهم الفوائد والمزايا التي تعود عليك من التحول الرقمي:
- تحليل البيانات: قدرته على جمع البيانات من كافة تعاملات العملاء وتحليلها وتخزينها وتحسينها بشكل يرضي العملاء.
- تحسين تجربة العملاء: قدرته في الحصول على رؤى العملاء ومساعدة الشركات على اكتساب العملاء والاحتفاظ بهم وضمان ولائهم مع تقليل الإنفاق التسويقي في نفس الوقت وتوفير خدمات ممتازة وجودة عالية للمنتجات.
- إدارة الموارد بصورة أفضل: يساعد التحول الرقمي على دمج موارد الشركة في حزمة واحدة متناسقة أو مجموعة من الأدوات من خلال العمليات الآلية.
- زيادة الأرباح: يحقق التحول الرقمي نموًا في الأرباح والإيرادات بنسبة قد تصل إلى 25% فالشركات القادرة على إكمال التحول الرقمي لديها قد بلغت نسبة أرباحها 85% من حصتها في السوق.
أهم مراحل التحول الرقمي
* هناك فرق بين الرقمنة والتحول الرقمي فالرقمنة جزء من التغيير وترتكز على التكنولوجيا أما التحول الرقمي فيتعلق بالمستخدم النهائي الذي يقوم باستخدام التكنولوجيا.
* هناك ثلاث مراحل من التحول الرقمي يجب أن تمر بها المؤسسات وهي:
- رقمنة البيانات: وهي أن تقوم المؤسسات بإدخال التكنولوجيا الرقمية في أعمالها كإنشاء مستندات رقمية بدلا من الملفات الورقية، فالرقمنة هي القدرة على التحرك نحو التحول الرقمي.
- العمل بالرقمنة: فبعد أن حولت الشركات ملفاتها الورقية إلى بيانات رقمية تقوم باستخدام هذه الرقمنة لتيسير العمل وزيادة الإنتاجية.
- التحول الرقمي: وهي المرحلة الأخير التي تتعلق بالمستخدم النهائي الذي تطورت الرقمنة والتكنولوجيا من أجله.
ويمكننا طرح بعض الأمثلة على التحول الرقمي
- التحول الرقمي في التصنيع
يعمل التحول الرقمي في التصنيع على إيجاد حلول للابتكار والانتقال إلى نماذج أعمال جديدة مما يحقق تدفق للإيرادات، وتستفيد شركات التصنيع من التحليلات التنبؤية من تحليل البيانات وجودة الافتراضات التي تحقق أفضل النتائج وزيادة الربح. - التحول الرقمي في التمويل
لقد أحدث التحول الرقمي ضجة كبيرة في هذا الجانب، فبعد أن كنت تقف في طابور طويل لتقوم بتحويل بعض الأموال من حسابك المصرفي لشخص، أصبحت اليوم تقوم بهذه العملية وأنت جالس في منزلك عن طريق تطبيقات تكنولوجية على الهاتف المحمول. - التحول الرقمي في الرعاية الصحية
بفضل التحول الرقمي في مجال الرعاية الصحية أصبح من السهل الوصول إلى التاريخ المرضي الكامل للحالة بضغطة زر بدلا من البحث وسط العديد من الملفات والذهاب إلى الأرشيف، كما ساعد على تسهيل العمليات الإدارية والمالية في إصدار فواتير آلية من الأجهزة الطبية دون الحاجة إلى الانتظار.
أنواع من التحول الرقمي
1- عملية الأعمال: عن طريق تحويل العمليات إلى طرق مبتكرة تساعد في تحسين الإنتاجية وخفض التكاليف وتقديم خدمات ترضي العملاء، ولأن هذه التحويلات في مجالات محددة من الأعمال فيكون رئيس قسم المعلومات هو المسؤول عن قيادة الطرق المبتكرة والفعالة.
2- نموذج الأعمال: ويعني إعادة اختراع نموذج الأعمال الحالي باستخدام أحدث التقنيات، وهو يهدف إلى مواكبة التطور والتغيير الذي يحدث كل يوم في مجال التكنولوجيا، ولعل أوضح مثال على ذلك شركة “نوكيا” وسقوط تلك العلامة التجارية العملاقة فلابد من إعادة ابتكار نماذج الأعمال حتى تظل الشركات ذات قوة وتكون على القمة دائمًا.
ومن الأمثلة أيضًا على تحويل نموذج الأعمال التصميم الذي قامت به “نتفليكس” لتوزيع محتوى الفيديو مع توفير تجربة سهلة للعملاء، وكذلك شركة أوبر التي أحدثت تأثيرًا على صناعة سيارات الأجرة.
3- مجال الأعمال: يحدث تحول المجال عند نجاح شركة في جذب مجال جديد من السوق، فعلى سبيل المثال شركة أمازون التي كانت سوق بيع بالتجزئة وتوسعت إلى مجال سوق جديد مع إطلاق خدمة الحوسبة السحابية (كلاود) أي جعل كل شيء من خلال الانترنت ولولا القدرات الرقمية القوية لديها ما استطاعت التحول الرقمي وإطلاق الحوسبة السحابية.
4– التحول الثقافي: فالتحول أدى إلى اكتشاف المؤسسة والمواهب داخلها مع العمل على تقديم مستويات من الخدمة ترضي العملاء وهو أفضل وسيلة لإحراز تقدم في المنافسة وتحقيق أهداف الأعمال بصورة أسرع.
أهم الأسس التي يقوم عليها التحول الرقمي
التحول الرقمي هو تغيير شامل لأنظمة المؤسسات ويمكن للشركات الناجحة أن يزداد نجاحها عند قدومها على التحول الرقمي بشرط ارتكازها على بعض الأسس الهامة:
- القيادة الناجحة: الإدارة العليا هي التي لديها القدرة على تحديد الجانب الذي يصلح للتحول الرقمي، فالقادة يمكنهم الابتكار وزرع الرغبة في العاملين للتحول إلى الرقمنة لأن استخدام التقنيات الحديثة توفر العبء على الموظفين وتلبي أيضًا احتياج العملاء.
- التحول الثقافي: لابد من تهيئة العاملين بالمؤسسة للتحول الثقافي وتغيير سياسات أعمالهم وذلك من خلال دورات تدريبة أو لقاءات مفتوحة وتبادل الآراء، مما يحقق تحول رقمي ناجح ويجعل العاملين يقبلون عليه بحماسة ويبذلون جهدًا عظيمًا لتحقيق أفضل النتائج.
- الأعضاء: يجب أن يقع الاختيار على من هم أجدر بالمشاركة في التحول الرقمي، فينبغي أن يكون العاملين قد وصلوا لمرحلة من البراعة تمكنهم من السير على النهج الجديد ويمارسون التقنيات الجديدة بسهولة تامة وقادرين على حل أي مشكلات محتملة.
- تحسين العمليات: التحديث والتحسين هو أساس التحول الرقمي لأنه يجعل العمل أكثر بساطة، فأنت تستخدم الأساليب التكنولوجية التي تحقق بها أكبر قدر من النتائج الإيجابية، فبدل إنجاز المهام بطرق الإدارية المعتادة يمكن إضافة برنامج آلي يعمل على إنجازها بصورة أسرع وبجهد أقل وبجودة أعلى.
- وبذلك يمكننا التكيف مع التكنولوجيا فتشير التقارير إلى أن الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات ينمو وقد يصل إلى 4.4 تريليون في عام 2023، فالعالم كله يتجه إلى التحول الرقمي في جميع مؤسساته، بالإضافة إلى إخضاع التكنولوجيا في التصنيع والطباعة لقدرتها على إنتاج تصاميم معقدة وبتكاليف أقل.
من أجل تحقيق تحول رقمي ناجح يجب اتخاذ بعض الخطوات وهي:
الخطوة الأولي: الوضع الحالي
قبل الدخول في عملية التحول الرقمي عليك معرفة مدى الثقافة الرقمية للمؤسسة والعاملين بها وفهم التحديات الرئيسة، وإذا كنت تستخدم نظامًا قديمًا في شركتك فعليك أن تفكر في كيفية ترحيل البيانات إلى التطبيقات الحديثة في أقل وقت.
الخطوة الثانية: تحديد المشكلات والأهداف
تبدأ الشركة بالبحث عن أهم المشكلات ومحاولة حلها بالأساليب المختلفة التي تساعد في تحديد الأهداف وتنفيذ التحول الرقمي بنجاح، كما تقوم الشركة بالتركيز على تجربة العملاء الرقمية وكذلك تجربة الموظف الرقمية أيضًا لأهميتها في التعامل مع جميع أعمال الشركة.
ومن أهم أهداف التحول الرقمي أن يبسط العمليات التجارية المعقدة ويقلل التكاليف ويزيد الإنتاجية، كما يحسن البنية التحتية للمنظمة ويوفر الوقت والجهد ويحقق المزيد من الأرباح، والقدرة على إنجاز الخدمات المطلوبة بكل سهولة.
الخطوة الثالثة: إعداد الخطة ووضع الاستراتيجية
في هذه المرحلة يتم وضع خطة تشتمل على مراحل التحول الرقمي للمؤسسة والتي قد تستغرق شهورًا، ولابد من أن يأتي التحول بشكل تدريجي خلال تلك المدة، فالتحرك التدريجي للتحول الرقمي سيقلل من المشكلات كما يشجع العاملين على التكيف والتعود عليه.
الخطوة الرابعة: القيادة والفريق
لابد من تعيين فريق كامل متخصص يقوده الرئيس التنفيذي الرقمي المسؤول عن تحقيق التحول داخل المؤسسة، كما يمكن الاستعانة ببعض المواهب من خارج المؤسسة ويكون لديهم المهارات الكافية للتعامل مع التحول الرقمي حتى يتم بنجاح.
الخطوة الخامسة: المراجعة ثم التكيف
يجب مراجعة جميع المبادرات للتحول الرقمي والعمل على تعديلها إذا تطلب الأمر، فربما كان التطبيق صعبًا ومعقدًا لا يستطيع الموظف استخدامه لذا المراجعة المستمرة والتعديل تجعل الأمر أكثر سهولة ووضوح وبالتالي يكون العاملون على استعداد للتكيف مع الأنظمة الحديثة.
برامج إدارة سير عمل المؤسسة
يعد Kissflow من أفضل البرامج الرائدة في إدارة سير العمل داخل المؤسسات لأنه يحتوي على مميزات عديدة كسهولة الاستخدام وسهولة ممارسة الأعمال التجارية وتلبية المتطلبات، كما أنه يعمل على تقليل الفوضى وخفض التكاليف وتحسين الكفاءة والإنتاجية.