يُعد مديرو المشاريع هم القادة الذين لديهم القدرة على اتخاذ القرارات الحاسمة التي تؤدي إلى نجاح المشروع، لذلك هناك بعض المهارات الواجب توافرها كي تصبح مديرًا متميزًا لمشروع، لديك القدرة على تنظيم أنشطة المشروع، وتلبية احتياجاته، وحسن إدارة الميزانية وغيرها من مهام مدراء المشاريع، بالإضافة إلى الإلمام بأحدث التقنيات في مجال التواصل والإدارة، ونجد الذكاء العاطفي من أهم السمات التي ينبغي أن يتصف بها قائدو المشاريع لما لها من أهمية كبيرة على ترسيخ الثقة ونشر روح التعاون وبالتالي زيادة الإنتاج وتحقيق الإنجازات.
الذكاء العاطفي في القيادة
الذكاء العاطفي هو وعي الفرد وإدراكه لمشاعره وفهم مشاعر الآخرين وحسن توظيفها في حل المشكلات وإدارة الأزمات، ويرى دانيال جولمان أن الذكاء العاطفي قدرة الإنسان على التعامل الإيجابي مع نفسه والآخرين، فالذكاء العاطفي الذي يمكن تدريسه وتنميته، لا يقل أهمية عن معدل الذكاء للنجاح.
ويقوم القادة الأذكياء بتوفير بيئة عمل مناسبة إيجابية، يشعر فيها أعضاء الفريق بالحب والتعاون المثمر والحرية في اتخاذ القرارات والشجاعة في مواجهة العقبات، وحسن التعامل مع الأزمات، مما يؤدي إلى تحقيق مستويات عالية من الإنتاجية.
- “إن الثقافة والخبرة والمعرفة والمقدرة العقلية لا يمكن أن يكونان السبب في نجاح شخص وفشل غيره، وأن هناك شيء آخر لا يقل أهمية عن العناصر السابقة ولكن المجتمع لا يعطيه الاهتمام الكافي وهو الذكاء العاطفي”
هكذا كتب ترافيس برادبيري في مقدمة كتابه -الأكثر مبيعًا- ” الكتاب السريع للذكاء العاطفي” لقد أراد أن يوضح مدى الأهمية العظيمة للذكاء العاطفي في الحياة المهنية عمومًا وإدارة المشاريع على وجه الخصوص، فإن 58% من النجاح يرتبط بالذكاء العاطفي، ولا ينفي ذلك وجود مهارات أخرى كحسن التخطيط والتنظيم.
مزايا الذكاء العاطفي
- بناء قنوات تواصل جيدة بين أعضاء الفريق
- نشر التعاون بين الأفراد أثناء العمل
- حسن إدارة النزاعات في مكان العمل
- التوصل إلى نقاط حل وسط عند حدوث مشكلة داخل المؤسسة
- تبادل وجهات النظر والعمل بما سيعود بالنفع على العمل
- ممارسة التأمل ومجابهة الأفكار السلبية
- تقدير المجهودات ومن ثم رفع الروح المعنوية للفريق
أهم العناصر للذكاء العاطفي
للذكاء العاطفي تأثير إيجابي عظيم على حياة الفرد المهنية والشخصية ويتكون من خمسة عناصر رئيسية هي:
الوعي الذاتي
وهو معرفة عواطفك ونقاط القوة والضعف داخلك لإدراكك أثرها على قراراتك قبل أن تفهم مشاعر الآخرين.
التحكم الذاتي
وهو القدرة على إدارة المشاعر السلبية أو إعادة توجيهها نظرًا للظروف المحيطة المتغيرة
التعاطف
فهم مشاعر الآخرين أثناء اتخاذ القرارات والدراية بحالتهم العاطفية لتوقع ردود أفعالهم، ورفع الروح المعنوية لهم في حالة اليأس.
المهارات الاجتماعية
يجب أن تتمتع ببعض المهارات الاجتماعية التي تساعدك على التواصل وفهم الآخرين كحسن الإصغاء والاستماع، وإتباع أساليب الإقناع المناسبة حتى يتم بناء جدار من التفاهم والتآخي والثقة يصعب هدمه.
الحافز
للدوافع الذاتية اعتبار لا يمكن إهماله، فالمكافآت وتحقيق المجد من الدوافع التي تجعل فريق العمل يبذل أقصى ما في وسعه للحصول عليها، وتحقيق الأهداف ونجاح المشروع أيضًا من الدوافع الذاتية للعاملين داخل المؤسسات.
طرق تنمية الذكاء العاطفي
إذا أردت أن تصبح أكثر نجاحًا فيمكنك تنمية ذكائك العاطفي من خلال:
- مراقبة سلوكيات الأشخاص الناجحين ومحاولة تقييم مشاعرهم، ثم قم بالتفكير في أفعالك مع حالات مماثلة.
- كن على دراية بنقاط قوتك وضعفك. حاول فهم قدراتك واعمل على تحسينها.
- طور مهاراتك التقنية والإدارية لدعم نفسك أثناء استخدام ذكائك العاطفي في القيادة.
- كن على وعي بكلماتك أثناء التحدث مع الآخرين فالكلمات هي طريقك إلى المستقبل، ولتصمت إذا لم تكن على معرفة كافية بالموضوع.
- تحقق من علاقاتك مع أعضاء الفريق وضع استراتيجيات بناءً على أولوياتهم.
- امنح لنفسك مساحة للتعرف على الآخرين من خلال توجيه أسئلة عن اهتماماتهم -مثلا- وتُعرف الآخرين عليك من خلال التحدث معهم.
- ترتكز الشركات في بحثها عن مديري مشاريع على تحليه بالذكاء العاطفي بالإضافة إلى كفاءات تقنية متوفرة لديه، لذلك عليك تنمية ذكائك العاطفي لأهميته العظيمة في إدارة المشاريع.