ينبغي أن تسعى المؤسسات لتوفير بيئة عمل إيجابية يشعر فيها العاملون بالرضا لتقديرهم من قبل مدراءهم، فسعادة العاملين يجعلهم أكثر إنتاجية ويزيد من مستوى كفاءتهم، كما يجعلهم لا يرغبون في الانتقال إلى وظيفة أخرى وبالتالي ينخفض معدل دوران الموظفين وتزداد نسب الإيرادات.
ووفقًا لأحد الأبحاث التي تم إجراؤها فإن 85٪ من الموظفين و 95٪ من المدراء يؤكدون على كون الثقافة الإيجابية جزءًا حاسمًا في نجاح المؤسسة وتحقيقها للأهداف.
وينبغي على المؤسسة أن تتكئ على استراتيجية فعالة لتطوير بيئة العمل وجعلها أكثر إيجابية لتحفيز العاملين داخل المؤسسة على النمو والارتقاء، وتنمية الشعور لديهم بأنهم قوى عاملة ذات قيمة وتأثير، ومن أجل تحقيق ذلك يمكننا الاطلاع على النصائح التالية:
- توفير التواصل الفعال
يُعد التواصل الفعال هو أفضل طريقة لتوفير جو تعاوني وتجنب عدم شعور كل عضو في فريقك -بما فيهم الأعضاء الجدد- بأنه مهمل.
وهناك طرق يمكنك من خلالها تحقيق ذلك كوضع زملاء العمل في سلسلة محادثات البريد الإلكتروني، وتخصيص قنوات للمشاريع الجديدة، ونشر أولويات الفريق في مساحة عامة مثل مستندات جوجل (Google).
يساعد تفعيل الاتصال والتواصل على بناء أساس قوي للفريق، كما يخلق شعورًا بالمجتمع، ويساعد على جعل أعضاء الفريق الجدد يشعرون بالدعم. - الاهتمام برفاهية الموظفين
يجب أن تعتني المؤسسات بموظفيها وتوفر لهم الرعاية الصحية المطلوبة، فتؤكد مؤسسة الصحة العامة أن أكثر من 14% من الموظفين يعانون من الإجهاد والاضطراب نتيجة أعباء العمل الزائدة، وهذا الأمر يؤدي إلى لجوئهم لطلب إجازة وقد يتعطل سير العمل ويتأثر سلبًا بسبب ذلك.
لذا لابد وأن تقوم المؤسسات بالاستثمار والاهتمام برفاهية الموظفين من خلال منحهم الحرية للتحدث والتعبير عن شعورهم ورغباتهم، وذلك عن طريق توفير برامج مساعدة الموظفين (EAP) التي تسهم بشكل قوي في جعل بيئة العمل إيجابية يشعر فيها العاملون بالراحة والرضا والسعادة.
ويجب -أيضًا- الاهتمام بالصحة البدنية من خلال الاشتراك للعاملين في صالات الألعاب الرياضية وتشجيعهم على ممارسة التمارين الرياضية باستمرار لما لها من فوائد عظيمة كمنع الإجازات المرضية، وزيادة الطاقة، وتحسين الإنتاجية والحد من التوتر. - إتاحة الفرص للتطوير الوظيفي
يهتم جميع الموظفين تقريبًا باكتساب مهارات جديدة والتقدم في حياتهم المهنية. وقد أظهرت الأبحاث أن 93٪ من الموظفين يفضلون العمل في الشركات التي توفر لهم التطور الوظيفي والتدريب المنتظم.
يساعد وجود التطور الوظيفي وبيئة العمل الإيجابية على تحسين مستوى تفاعل الموظفين، وزيادة فرصة بقائهم، وتمكينهم من التعامل مع المهام الأكثر تعقيدًا بسهولة ويسر وبالتالي يتم توسيع نطاق العمل.
وينبغي اشتمال التدريب على مهارات شخصية وصعبة، كما ينبغي أن يوفر فرصًا للنمو المهني والشخصي. كل ذلك يساعد في خلق بيئة عمل إيجابية، يكون الموظفون فيها سعداء ويتقون أعمالهم في تعاون مثمر. - تحديد الأولويات
إذا كنت راغبًا في إتقان فريقك للعمل فلا يمكن ترك الأمور للصدفة أو العشوائية. لقد أظهر استطلاع أجرته شركة BambooHR -شركة تكنولوجيا أمريكية- أن الإعداد الغير الفعال هو السبب الأكثر أهمية وراء استقالة أكثر من 15٪ من الموظفين الجدد في الأشهر الثلاثة الأولى.
لمنع ذلك، تحتاج إلى التخطيط الجيد -على الأقل- لأول أسبوعين من كل توظيف جديد. كأن تقدم بعض الشركات دورات لتعليم الموظفين الجدد ثقافة وقيم المنظمة. وإن لم يكن ذلك متاحًا، فهناك خيارات أخرى لتدريب المبتدئين خلال مرحلة البدء. مثل السماح لهم بالجلوس في الاجتماعات، وبمرافقة زملاء العمل، والسماح لهم أيضًا بقراءة المستندات والملفات المهمة التي تناقشها الشركة. - التواصل المباشر والمنتظم مع العاملين
يساعد تواصل المدراء مع موظفيهم والذهاب إلى أماكن عملهم بصورة منتظمة وطلب رأيهم على جعل العاملين يشعرون بالاهتمام والتقدير، ويؤكد 40% من العمالة الأمريكية أن تواصل مدراءهم معهم بصورة دورية يشعرهم بالانتماء لمؤسساتهم ويحفزهم على مواصلة العمل وبذل الجهود.
أما إذا كان موظفوك يعملون عن بعد، فتأكد من إرسال رسالة إليهم غير رسمية وعلى أساس منتظم. وستُفاجأ بمدى وقع ذلك التواضع عليهم، فمثل هذه الخطوات تساعد في تعزيز الإنتاجية بغض النظر عن موقع موظفيك. - تهيئة مكان عمل مريح
يجب أن تهيئ مكان عمل خاص ومناسب لموظفيك لضمان تفوقهم في إنجاز عملهم، فلا يمكن تحقيق نتائج استثنائية في مكتب قاتم أو مدمر، لذا ضع في قائمة أهدافك أن تتيح لهم أماكن ومساحات عمل جيدة وملائمة تحوي أثاث مريح وإضاءات متناسقة وهادئة بالإضافة إلى التحكم في الضوضاء والحد منها.
والأماكن المكتبية المريحة لا تتعلق فقط بالراحة الجسدية، إنما يتعلق الأمر أيضًا بالتصميم فيمكن أن يتناسب مع الخصائص النفسية والمعرفية لموظفيك. فمثلًا، توفير شاشات كمبيوتر ووضعها بشكل جيد وقابل للتعديل يساعد في تخفيف آلام الظهر، كما سيحسن التركيز ويعزز الإحساس بالراحة.
لماذا يُعد خلق بيئة عمل إيجابية أمرًا مهمًا للغاية؟
إن خلق بيئة عمل إيجابية يولد العديد من المزايا، فإتاحتك لبيئة عمل صحية يُعد مكونًا رئيسيًا في الاستراتيجية الشاملة لشركتك. لأنها واحدة من أكثر الطرق فاعلية للاستثمار في موظفيك. ففشل التواصل لابد وأن يؤثر سلبًا على كل عناصر مؤسستك. ويشمل ذلك خدمة العملاء والاحتفاظ بالموظفين والإنتاجية، علاوة على قدرة فريقك بالالتزام بالمواعيد النهائية. فبذلك لا يمكن أن تضر بالنتيجة. فأثناء إقامة مكان للعمل مريح ولطيف، من الضروري وضع نهج مناسب في تواصلك أنت وزملائك. وتفعيل أساليب التواصل الخاصة بقادتك.
أفكارٌ أخرى
تعتمد مستويات الإنتاجية والأداء لفريقك على العلاقات التي تبنيها، والجو الذي توفره، علاوة على البيئة المادية التي تنشئها. فإذا كنت ترغب في الحفاظ على تميز الموظفين، فعليك أن توفر بيئة عمل إيجابية ومكان عمل يجدونه مُرضيًا.